ربما العالم أجمع يعيش في الأوقات الراهنة أوقات صعبة بسبب أزمة الائتمان العالمية، ما يحتم علينا الصلابة والقوة في مواجهة أي تداعيات أو أعباء محتملة، وإن أجمع الخبراء أن القلق هو الحالة المسيطرة في كافة المجتمعات حالياً.
وفي حال كنت امرأة فإنك معرضة بنسبة الضعفين للإصابة بالقلق وسيطرة الهموم على تفكيرك، وفق ما أكدته الجمعية الأمريكية لاضطرابات القلق.
وتشرح الطبيبة باتريس هاريس اختصاصية نفسانية من مدينة أتلانتا بولاية جورجيا أن أسباب ذلك قد تكون ميكانيكية وكيميائية.
وأضافت أن الأبحاث الأولية أشارت إلى أن ردود أفعال الرجال والنساء حول وضع ما مختلفة، فيما يعتقد أن الأسباب الرئيسية وراء ذلك هي الإفرازات الهرمونية، خاصة تلك المتعلقة بمعدلات الهرمونات التناسلية مثل الإستروجين والبروجستيرون.
وأوضحت أن الهرمونات الأخرى المسببة للقلق هي تلك التي تفرزها الغدة الدرقية، ما يعني إذا كانت المرأة تعاني من مشاكل صحية فيها-وهو ما يحدث عادة بنسبة أكبر لدى النساء من الرجال- فإن ذلك سيؤدي لإصابتها بالقلق دون شك.
من جهتها تقول الطبيبة كارول برنشتاين من كلية الطب في جامعة نيويورك، إن التوقعات الاجتماعية ربما تلعب أيضاً دوراً في الإصابة بالقلق "خاصة وأن النساء معتادات على التعبير عن أسباب قلقهن أكثر من الرجال."
وتضيف أنه رغم أن أعداد النساء اللاتي تعانين من القلق هي أعلى من تلك لدى الرجال، إلا أن أرقام المدمنين على الكحول والعقاقير هي أعلى لدى الرجال مقارنة بالنساء.
وتلفت برنشتاين قائلة إن "النساء اللواتي تشعرن بالقلق ربما تكن مرتاحات أكثر بالتحدث عن الأمر مع أحد ما، فيما يشعر الرجال المتوترين ربما ببعض الراحة عندما يخرجون لتناول كأس من الكحول مع صديق لهم."
لكن ورغم التساؤلات العلمية حول أسباب الفرق بين الجنسين، غير أن السؤال الأهم يبقى هو متى يجب طلب المساعدة واستشارة اختصاصي.
وتتفق الطبيبتان إن طلب المساعدة يصبح حتمياً عندما يبدأ القلق في السيطرة على سائر أوجه حياة الفرد، مثل عدم القدرة على التركيز في العمل أو البيت أو على العلاقة مع المقربين.