هولندا والأرجنتين - نهائي 1978 برعاية جبيرة.. وقائم.. وكمبس

للمرة الخامسة في تاريخ المونديال تصطدم هولندا بالأرجنتين.. انتصارين للفريق البرتقالي برباعية نظيفة في 1974، وبنتيجة 2-1 بفضل هدف بيركامب الرائع في الدقيقة الأخيرة من ربع نهائي 1998.. وتعادل سلبي في 2006.. لكن الأكثر إثارة وخلوداً في التاريخ يبقى فوز الأرجنتين الوحيد في نهائي 1978.

25 يونيو 1978.. ملعب مونيومنتال في بوينس أيرس.. 71 ألفاً و483 شخص احتشدوا في المدرجات، أغلبهم (إن لم يكن جميعهم) جاءوا لرؤية الأرجنتين تفوز بلقبها الأول في كأس العالم.. لكنهم كادوا لا يروا مباراة من الأساس..

الفريق الأرجنتيني تأخر في الدخول لأرض الملعب، وبدأ الحكم الإيطالي سيرجيو جونيلا في النظر لساعته إنتظاراً لنزول أصحاب الأرض.. لكن الأرجنتينيون نزلوا ليبدأوا وصلة جديدة من تأخير المباراة.. جناح هولندا الأيمن رينيه فان دي كيركوف كان يضع جبيرة على ذراعه وإعترض قائد الأرجنتين دانييل باساريلا بشدة عليها..

وحاول فان دي كيركوف إقناعه بعدم خطورتها وبأنه لعب المباريات السابقة بها دون أن يبدو على باساريلا أنه يستمع من الأساس.. والحكم يكتفي بدور المتفرج.. قبل أن يتفق الفريقان أخيراً على أن يتم ربط رباط ضاغط فوق الجبيرة كحل وسط، وتبدأ المباراة التي اشتعلت خارج الملعب أولاً..

هداف البطولة ماريو كمبس تقدم للأرجنتين في الدقيقة 38 وسط أجواء هستيرية في الملعب.. الدقائق تمر والتقدم مستمر وأغاني الأرجنتين بطل العالم تنطلق بالفعل في المدرجات.. لكن قبل النهاية بثمان دقائق توقفت الاحتفالات حين سجل البديل ديك نانينجا هدف التعادل لهولندا.. الصمت ساد الدقائق الأخيرة وسط ضغط هولندي مستمر..

وكاد الأمر ينقلب لحالات صدمة وسكتة قلبية في الوقت بدل الضائع.. كرة عرضية في منطقة جزاء الأرجنتين يرتقي لها روب رينزنبرنك ويسددها برأسه في اتجاه المرمى.. لكن القائم كان رحيماً بالأرجنتينيين ليرد الكرة وتتجه المباراة للوقت الإضافي.

الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الأول شهدت هدفاً ثانياً لكمبس هو السادس له في المونديال، وقبل النهاية بخمس دقائق سجل دانييل بيرتوني هدفاً ثالثاً ليحسم به فوز الأرجنتين باللقب للمرة الأولى في تاريخها.. ووسط الاحتفالات الهستيرية رفض لاعبو هولندا الصعود لتسلم الميداليات الفضية إعتراضاً منهم على الأجواء العدائية التي صاحبت المباراة على حد تعبيرهم..

ربما يعتبر البعض أن بيركامب ثأر للبرتقاليين في 1998.. لكن غالبية الهولنديين يرون أن الثأر في نصف النهائي هذه المرة سيكون طعمه أجمل.. ولكن ميسي يفكر في شيء آخر بالتأكيد..