أعذرينا يا غزة

موضوع: أعذرينا يا غزة 31/12/2008, 01:49

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين وصلاةً وسلاماً على خاتم الأنبياء والمرسلين

وعلى آله وصحابته أجمعين

أما بعد

الجوع زادي في بلادي

والأرض تخضع للأعادي

صُبَّ دمع الأعتذارِ هنا

وأسكب دماء الندم هنا

وأسل روح الحسرة هنا

هنا

يا أنت

تعال أخبرني ما الذي أخرك عن نصرتي ؟

وما الذي لوى عنقك عن همي ومحنتي ؟

تعال أخبرني ألم ترَ في سماء الظلمِ

بريق دمعتي ؟

ألم تسمع بأخبار الأطفال في المهد يذبحون

الم ترى إلى الأحرار في أرضي يقتلون

ألم تشاهد الحرائرَ يجرهن إلى المعتقلات

قردٌ من بني صهيون

ألم تسمع بنكبتي

إن كنت لم تسمع فيا ويلي

وإن كنت قد سمعت

فيا ويلي ويا ويحي عليك وويلتي ؟ ؟ !

هل أتاك حديث غزةَ والسجن الكبير

أم هل أتاك حديثُ الباكيات بلا نصير

أم هل أتاك حديثُ القاصفاتِ من العلوِّ

بلا نذير

والله قد عظمَ الخطبُ وجل الأمر

وكسانا من الويلاتِ ما ليس عليك بسِرّْ

قتلٌ وتجويعٌ

وتعذيبٌ وأسر

وتنكيلٌ وهدمٌ وتخويفٌ وحصر

ذلٌ وإرغامٌ وإحراقٌ ونحر

وأهوالٌ لست تدركها

مالها حصر

فقلي بربكَ هل في خذلانكم ليَ من عُذر

ياغزة

والله لو سودنا أوراقاً تصلُ إلى عنانِ السماءِ من الأعذارِ فلسنا بمعذورين

ولو أجرينا من أعيننا دموعاً كبحارِ الأرضِ كمَّاً وكيفاً

من الحَزَنِ على أهلِ غزةَ ماساوت بحار الدمع هذه دمعة شيخٍ مقهور من أهلها يبكي علينا لافتقارنا للحميِّةِ والنخوةِ والرجولة

ولا ساوت هذه البحار قطرة دمٍ نزفها جريحٌ أو شهيد في غزةِ هاشم

ولا وُزِنَت هذه البحارُ من الدموعِ بدمعةِ أمٍّ فلسطينية على فقيدها

كانت دمعتها مزيجاً عجيباً من الفرح والأسى

الفرح لنيل ابنها الشهادة

والأسى على حالنا المُخزي بكلِّ المقاييس

ولا والله لو نزفناها دماءً بدل الدموع ونحنُ قعودٌ ماساوت تلك الدمعة الحائرة في عين الطفلة الفسطينية على شاطئ غزة وأبوها وأمها وأخوتها جثثٌ هامدة من جراء القصف وهي تقول ( صوروهم ) كأن لسان حالها أنظروا لمئآسينا التي جلبها علينا سلامكم ومبادراتكم فهنيئاً لكم أيها المسالمون الشجعان هذا النصرُ علينا وهنيئاً لكم هذه النتائج التي جعلت القتْل يستحرّ فينا

ياغزة لستِ لوحدك في حصار فنحن والله مثلكِ قد مُنعنا حتى من إظهار النخوة

ياغزة حتى دعاء القنوتِ في المساجدِ قد مُنعناهُ

ياغزةَ لا تنتظري منا عوناً ولا تظني فينا خيراً

فوالله لو كانَ فينا خيراً لأنبعثنا

وأخشى ما يخشاه المخلص فينا أن يكون قد كره الله انبعاثنا

ياغزة نحن رجال الحرب بلا راء

صبحٌ أسود وليالٍ حمراء

راياتٌ بيضٌ ووجوهٌ صفراء

إبحثي عنا ياغزة

سترين شبابنا ورجالنا قد اجتمعوا في صالات الطرب

وفي برامج اللهو وفي ساحاتِ الغِنا والخنا ذلك فضلاً عن النساء

ياغزة شُغلنا بأموالنا وأولادنا وملاهينا فضيعنا الفرائض فضلاً عن السنن

ياغزة بم نعتذر ونحن لا نعتبر

ياااااااااااااااغزة حسبك جهادكِ بمن فيكِ من المرابطين المؤمنين

حتى البكاء ياغزة لانستطيعه

فقد جفت المدامع وعُطلت خطب الجهادِ في الجوامع وانبرى كباراءنا ليتقربوا إلى الأعداء بسفك دم أخُوَّتَكِ

وقطع حبال صِلتك

أيْ غزة

والله لاتلامين إن أنت جئت يوم القيامة شاكيةً إلى ربِّ العباد

هؤلاء إخوتي في الدين وأقربائي في الدم وجيراني على الأرض

خذلوني وظلموني وأسلموني لعدوي وعدوك وعدو المرسلين

ياربي خذ بحق الأطفال الرضع الذين جاءوا من الأرحام ليُقْتَلُوا بصمتِ اولي الأرحام

وخذ ياربِّ بحق الأعراض التي انتهكت

فكم من حُرةٍ مزق الحقد ثوب طهارتها بصمتهم

وخذ يارب بحقِّ كل أمٍّ ذهبت نفس من لا تضن بنفسها عنه أمام ناظريها

وبين يديها

وخذ يارب بحقِّ كل شيخٍ أرخى الزمان حاجبيه على جفنيه وأحدودب ظهره في الإسلام

ويأتي زنيمٌ ليس يعرف من أبوه لامتهان كرامته ولتحقير شيبته

وسلبِ عزته ومن ثمَّ حقه في الحياة

والله ياغزة لا تلامي إن طردتِ يهود ثم حاسبتينا حساباً عسيرا

قد ياغزة عطلنا (وجاهدوا . . )

وعطلنا ( وحرض المؤمنين )

وعطلنا ( وانفروا )

وراوغنا في ( وأعدوا )

كم أيةٍ عطلناها فتعطلت بذلك فرائضٌ للدين كان الأولى بنا إقامتها

أعذرينا ياغزة فما نحن إلا رقيق

قد أصبحنا لا نملكُ حتى أنفسنا

أصبح هم الواحد فينا لا يتعدى بطنه وأسفل منه والعياذ بالله

أو تعلمين ياغزة نحن لا نستحق حتى أن تعذرينا أوأن لا تعذرينا

لأنا لسنا بشيء ولسنا على شيء

ولكن لا تيأسي وانتظري جيلاً قادم هو خيرٌ بإذن الله من جيلنا

سيكون لسان حال الفتى منهم

( فتى لا ينامُ على دمنةٍ . . . ولا يشربِ الماء إلا بدمّْ )

أما عن عذري شخصياً يا غزة

فلا مساحة تكفيني لتبيان أن لا عذر لي

سوى جلد ذاتي والانكفاء على نفسي وتحبيرَ مالا تعجزُ عن تحبيره قواعدُ النساء

ولله درُّ القائل ( عذرٌ أقبحُ من ذنب )

إياكِ ثمَّ إياكِ أن تستنهضي فينا العزمات وإظهار الإنتخاء

زائر

رائع يا محمد

ربنا معاهم ويحميهم من الغدر

ميرسي ليك