اندلع حريق ضخم أمس السبت 14 مارس في مبنى أثري بوسط القاهرة وتحديدا في شارع رمسيس في منطقة الإسعاف، في مخزن مخصص لتخزين سيور السيارات والكاوتشوك تابع لأحد المحلات المخصصة لبيع قطع غيار السيارات بشارع سوق التوفيقية.
بدأ الحريق في حوالي الساعة الثالثة والنصف عصرا، ووصلت سيارات الإطفاء بعدها بحوالي نصف ساعة بعد أن كانت النيران قد اشتعلت في كل المخزون الموجود بالشقة من سيور وكاوتشوك. وقد استمرت عملية الإطفاء ما يجاوز الست ساعات كاملة من الساعة الرابعة عصراً وحتى العاشرة مساءً..
(ن.ع).. أحد شهود العيان قالت لـ"بص وطل" إنها تقطن في الشقة المقابلة للشقة التي اشتعلت بها النيران وقد فوجئت باتصال هاتفي من والدتها المسنة في حوالي الساعة الثالثة والنصف تخبرها أن رائحة خانقة تنبعث من الشقة المجاورة وأن هناك أصوات دربكة شديدة ولا تعرف ماذا حدث. وقد ساعد الأهالي والدتها في إنزالها من العمارة وإخلاء كل العمارة من السكان ولوجود عدد من كبار السن فقد أصيب البعض منهم بحالات اختناق ووصل عدد الإصابات لنحو ثماني حالات تم نقلهم إلى مستشفى شبرا في حين أصيب من رجال الدفاع المدني شخص واحد برتبة مقدم وتم نقله لمستشفى الشرطة..
وأكدت الفتاة أن هذه الشقة بها مخزن السيور منذ خمس سنوات ولا توجد به طفاية حريق واحدة وأن مساحة الشقة نحو 300 متر مربع، وأن كل مساحتها حاليا بها قدر هائل من الكاوتشوك وسيور السيارات، وقد سبق وأن قدموا العديد من الشكاوى إلى جهات عدة لنقل هذا المخزن من هذه الكتلة السكنية دون أن يستجيب أحد لهم، وقد أذاع برنامج 90 دقيقة شكواهم دون أن يحدث أي رد فعل لهذه الشكوى.
وبحسب بعض العاملين في محل عصائر "أولاد ناصر" والمحل المجاور له "البنهاوي" فإنهم كانوا أول من أبلغ بوجود الحريق إلا أن سيارات الإطفاء تأخرت نسبياً ولم تأتِ إلا بعد وقوع الحريق بنصف ساعة وتعاملوا مع الاتصال في البداية باعتباره خبرا كاذبا أو أنهم يبالغون فيما يقولون حتى تبيَّنت الحقيقة بعدما كانت النيران قد أتت على الشقة كلها..
وإشاروا إلى أن هذا ليس الحريق الأول بهذه المنطقة وأنه حدث منذ حوالي ستة شهور حريق آخر في الممر الخلفي لنفس العمارة وفي مخزن كاوتشوك أيضا إلا أنه كان محدودا نسبيا.
المؤسف أن تعامل أجهزة الدفاع المدني مع الحريق حسب الكثيرين من شهود العيان والعاملين بالمنطقة يؤكد أنه لم يكن على مستوى الحدث في البداية سواء بقلة عدد سيارات الإطفاء أو بعدم محاولة السيطرة على الحريق من كل جوانب العمارة الضخمة وربما كان أحد معوقات عمليات الإطفاء أن العمارة يتم بها عمليات تجميل ضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية.