قصة حب فى قصر الخليفة هارون الرشيد
انها ابنه الخليفة المهدى واخت هارون الرشيد... اميرة شاعرة مثقفة.. رقيقة احبت فى صمت وتزوجت فى صمت وقتلت فى صمت ودفنت بارض حجرتها دون ان تقام لها جنازة.
ولدت ونشات فى قصورة الخلافة فى بغداد وجمعت الى جانب الشعر حضور محبب.. وذكاء خارق.. وصوت ملائكى اخاذ كانه نزف النسيم
كانت لاتفارق الرشيد فقد ادمن صوتها وفراستها ولما تولى الخلافة ادناها من مجلسه فجمعتهما المسامرة ومعهما وزيره وصديقه جعفر بن يحيى البرمكى.
وفى احضان السياسة وقصور الحكم ولد حبها لجعفر... تغلقه المعاناه الرقيقة واحلام الحبور وتداعبه لحظة خيالات الامل فتغنت بشعرها:
وقليل من الحب صرفا خالصا
وهو خير من كثير قد مزج
واستحال حبها الى بركان من العاطفه ويضج باللهفة الولهى ونبضات الهوى فطفقت تغنى للحب والمحبين ترسل اشعارها التى تفيض صدقا وعذوبة وتردد الجوارى فى قصور الخلافة وحدائق بغداد المزهرة الساحرة فهى قالت:
تحبب.... فان الحب داعية الحب
وكم من بعيد الدار مسوجب القرب
اذا لم يكن فى الحب سخط ولا رضى
فاين حلاوات الرسائل والكتب
ولكن سرعان ماانتشرت قصة الحب البريئة حتى سمع بها الرشيد فجاء بالعباسة وجعفر .. وبين يديه اعلن موافقته على زواجهما ..ز فكاد تصرعها الفرحة ... ولكن الخليفة اشترط شرطا عجيبا وهو الا يجمعهما بيت واحد اى لايكون بينهما مايكون بين الرجل وزوجته فانخرسا وضمهما الحزن والكدر وفى صمت رضيا بحكم الرشيد وامره ومرت بهما الشهور والاعوام وهما يتراسلان بالنظرات ويلتقيان فى الخيال وتتاجج بعروقهما رغبة اللقاء الزوجى الحميم والعشق المونق بالاولاد
ولما ياست العباسية ذهبت بنفسها الى قصر زوجها سرا وبكت على صدره فطالبها بالصبر واثمرت القاءات السرية بينهما عن طفلين هما الحسن والحسين وخافت عليهم من بطش الرشيد فارسلتهما ليعيشا فى مكة ومعهما الخدم والمال الوفير
ولكن مثل هذا الامر لم يكنمن السهل اخفاؤه فى قصور مليئة بالوشايت والدسائس
فلما علم الرشيد بالامر واستيقن صدقه طاش عقله ونادى خادمه السياف واقتحم جناح العباسة فرابها منظره والشر يقدح عينيه وتقلصت قسماتها فزعا ورعبا وبكت وهى تقول فى تضرع:
دعنى لاولادى يابن ابى وامى انفنى بعيدا او اقذف بى فى السجن لكن اتوسل اليك الاتقتلنى ياامير المؤمنين
وعندما ركت تقبل رجليه تصورت انا خاطبت فيه الخ وولى الامر ولكن باشارة منه هوى السيف الحاد فوق عنقها فسقط راسها بين قدميه يتدحرج وتمدد الجسد المبتور الراس الى الابد ووضعت بثيابها وحليها فى صندوق ودفنت بارض حجرتها بلا جنازة
هكذا كانت نهايه العباسة المفجعه وختام قصة الحب الخالد الذى بقيت لنا اشعاره الرائعة
لقد كانت مصيبة امير المؤمنين هارون الرشيد فى اخته العباسة لاتعادلها مصيبة اذا انجبت دون اذنه من زوجها جعفر البرمكى طفلين فى مكة رغم ان جعفر اخص اصدقائه الا انه كان يحتقر اصله الفارسى
وعندما وافق على زواجهما كان هدفه ان يحل له النظر اليها اذا حضرت مجلسه وماكان يدرك الرشيد ان نداء الطبيعة والفطرة اقوى من الشروط والاوامر والسيف البتار وان لاشئ يحول دون التقاء حبيبين ربطهما الزواج الا الموت
وبعدها استدعى الرشيد حعفر البرمكى الى قصره وعندما دخل عليه وعندما التفت جعفر ولم يجد احد من جنده وغلمانه عند دخوله فاستبد به الشك والخوف وقال لمسرور السياف :مالخبر
فاجابه السياف:
لقد امرنى امير المؤمنين بضرب عنقك
فبكى جعفر وقبل يدى السياف يرجوه ان يتركه يهيم على وجهه لكن السياف انتزع السيف وهو يزار فى غضب فلما ايقن جعفر ان لامفر من القتل توسل ايه ان يتركه يصلى وهو فى سجوده يدعو الله باكيا هوى السيف البتار على عنقه ففصل راسه
وحمل السياف الراس من لحيته الى الرشيد فامسك به بين يديه يبكى بكاء شديد على الصداقة الوثيقة التى كانت بينهما ثم طلب حرسه باحضار الصبيين من مكة وقام بالقبض على جميع البرامكة وحوالى الف انسان وتخلص منهم الرشيد فى ابشع مذبحة جماعيه شهدتها الدوله العباسية
وبعد ايام تملكه الندم وهجر قصره اعتقد المحيطون به انه سيسبغ رحمته وعطفه على الصبيين
ودخا الحسن والحسين الى خالهما مسرورين وعندما راهم الرشيد اعجب بهما وكانا حسنين جميلين واجلسهما على فخديه وقال لكبيرهم:
ماسمك ياقرة عينى؟
قال: الحسن
وقال للصغير وهو يحتضته: وانت
قال: الحسين
فضمهما الى صدره وهو يبكى :لارحم الله من ظلمكما
اشار الى السياف ان ياخذهما الى حيث امهما فارتجف الحاضرون واخذهما السياف الى المقصورة التى دفنت بها امهما وقلبه يتشقق شفقة بهما
وقال له الرشيد اقتلهما ثم قال:ترفق بهما فهما قطعتان من كبدى
فتعانقا الصبيان وهما يرتجفان فى ضعف وهلع فبكى مسرو السياف بكاء يمس القلب وقال لهما:
والله مابغضتكما ومابكيت من قبل قط ولكنه امير المؤمنين
فلما استل سيفه قال الحسن خذنا الى امير المؤمنين نسترحمه فقد يعفو عنا ان رانا
فخاف الساف من غضب الرشيد وبطشه ثم قام فغماهما وهو يردد:
عفوك اللهم انى عبدك الضعيف فسامحنى
وضرب عنق الحسن فطار الراس وارتطمت بالجدار وارتجت الجدران لصرخات اخيه المذعور فاحتضنه مسرور وهو يبكى ويتوسل اليه:
بربك ابنى ارحمنى
خشى مسرور من ان يضعف امام الصبر فعاجله بضربه سيف اطاحت براسه وجلس فى مرارة واسى بين جسدهما داعيا الله ان يسامحه ويغفر له فعلته ثم استجمع قوته وذهب الى الرشيد براسيهما فقال له الرشيد:
اجئت ترينى قطعتان من كبدى؟ اذهب عنى ابغضك الله وادفنهما بين ذراعى امهما
وبقتل الحسن والحسين عام 187ه اسدلت الستار على اشهر قصه حب فى قصور الخلافة العباسية.. حب قتلته السياسه والخلافه والسطو