دموع المشاهير والعظماء

]بعض الدموع غال ومعظمها رخيص
بعض الدموع صادق ومعظمها تمثيل وجليسرين
وهى فى صدقها او زيفها لغة عالميه مفهومه بلاقاموس او دروس يفهمها الصادقون ويدركها النصابون ثم يعمل كل منهم وفقا لرسالتها فى قلبه
والعين لاتبكى الا اذا بكى القلب والقلب لايبكى الا اذا اشتد وقع الهم عليه. والهم هو الحمل الثقيل الذى يطبق على الصدر فيجعل النفس الداخل مستحيلا والخارج معجزة عند ذلك تنطلق الدموع
لكن ليس كل الرجال بقادرين على البكاء بل ومن النساء من تعز عليهن الدموع على ان البكاء الناجم عن سبب هو بكاء مريح فى معظم الاحيان لكن البكاء بدون سبب هو المشكله اصلا والعذاب المضاعف
الا ان اصعب الدموع هى التى تنهمر امام الغرباء.... او دموع المذلة
واعز الدموع دموع الشوق والانتظار اما اشدها صدقا وهوانا على صاحبها فهى دموع استعطاف قلب طرات عليه صفات الصلب القوى
هناك ملوك وحكام وضعت بين ايديهم مصائر شعوبهم بعض هؤلاء بكوا فى مواقف محددة عجزوا عن الثبات فى مواجهتها ....... فشاه ايران الاخير الذى ولد على سرير من ذهب وارتدى ملابس الطفوله الموشاه بالذهب بكى مرة واحدة فى حياته كانت فى الطائرة التى اقلته خارج طهران مبعدا مطرودا عام1979


وهتلر عندما هزمت جيوشه انها باكيا بمرارة فى احضان عشيقته التى اعلن زواجه منها قبيل انتحاره بساعات وتردد انه تعانق مع ايفا براون لاكثر من ساعتين فى بكاء مرير قبل ان يطلق الرصاص على راسه وينتحر


لكن الملك نعمان بن المنذر قتيل الوشايه والمكيدة فقد بقى لايام يبكى الهوان والاذلال فى سجون كسرى قبل اعدامه تحت اقدام الفيلة

انها لحظات تعد نادرة التى سطرت ذروة تفاعل المشاعر واصطخابها عند الانسان لحظات فى عمر الزمن تركت لنا الكثير عن هؤلاء الذين انسابت دموعهم حرقة ولوعة والما وعذابا


فعندما اراد يوليوس قيصر الاستئثار بالحكم فى روما كان برتوس هو صديق عمره وابنه بالتبنى من اشد المعارضين له. ولما اتيحت الفرصة لمعارضيه فطعنوه بالخنجر وهو يعتلى سلم قصره. وكان بروتس بينهم واعتقد القيصر بانه سينزع الخنجر ويثار له . ولكن صديقه نزع الخنجر ثم هوى به فى ضربه قاتله اخترقت القلب فنطق قيصر عندئذ عبارته الاخيرة الشهيرة: حتى انت يابروتس. ثم ارتج الجسد ووجد بعدها القيصر ميتا دامع العينين اذ كان يبكى على الصداقة والذكريات الطويلة والوفاء لا شده الطعنه والام الجراح

اما كليوباترا السابعة فهى لو تبك هزيمتها المرة فى معركة اكتيوم البحريه وماادمعت لها عين يو قتلت اخاها الذى هو زوجها او يوم انتحارها انما كان بكاؤها لحظة لقاء الحبيب ماركوس انطونيوس الذى عاد مهزوما مقهورا مطاردا وفى وجهه قسمات الضعف والانكسار

لكن اللواء محمد نجيب اول رئيس مصرى بعد الثورة كانت حياته منذ اعتقل حتى مات منظومه متواصله من البكاء الصامت وكانت اعنف لحظات شجنه عندما كان يطعم كلابه وقططه اذا كان يرى فى نظراتها اسمى معانى الوفاء الذى لم يجده فى البشر وذلك الوفاء الذى جعلها بعد موته تعاف الطعام والشراب حتى الذبول والموت البطئ

وبعد نكسه كان عبد الناصر الذى قال يوما"ارفع راسك يااخى فقد مضى عهد الاستعمار" يبكى الهزيمه فى خطاب التنحى بصوته المخنوق الحزين فمس مشاعر الجماهير وزلزل اعماقهم وانطلقت حناجهم بالبكاء والنحيب فكان اول زعيم عرفه التاريخ ابكى ملايين البشر لبكائه لابكاء على عار الهزيمه والنكسه



الا ان بكاء السادات كان الاشد غرابه ودراماتيكيه فعندما انطلقت الرصاصات الى صدره فى المنصة كان يصيح مذهولا غير مصدقا ما يحدث ولما حملوه جثه هامدة الى المستشفى كانت الدموع فى عينيه لم تكن ابدا بفعل قسوة الالم وبشاعته وانما لهول النهايه المفجعة لقائد سقط وسط جنوده الذين قادهم ذات يوم فى معركة العبور انه بكاء صامت مغلف بصدمه المحن


اما نزار قبانى شاعر الحب والجراة فقد كان رقيق المشاعر سريع التاثر عبقرى فى اختزال الافكار ونسجها قصائد رائعة صورت للبعض انها من وهج تجاره لكنه كان يعشق امراة واحدة تمثل لديه كل الحياة انها زوجته بلقيس مبعث الحب الخصيب والشروق والدفء الحنون والجمال وعندما جاءه نبا قصف السفارة العراقيه انتفض هلوعا اسرع يبحث عنها بين الانقاض الى ان وجدها فى المستشفى جثه هامدة فارتمى منهارا يحضن الجسد الساكن ويغسله بدموعه النازفة وهو يقول قتلوك يابلقيس؟.
ومن بهدها لم تجف دموعه الصامته حتى وهو يجوب اقطار الدنيا يحمل حقائب حزن وقلبا تمزق يبحث عن عين بلقيس فى وجوه البشر الى ان مات حزينا يحتضن وجه حبيبته


اذا كان نزار قبانى خلد زوجته بقصائده الباكيه فان كامل الشناوى خلد عشيقته الخائنه الماجنه التى فجرت ابداعاته بقصائد تلهب الشعور وتمزق النفس فقد عاش تجربه حب قاسيه ادمت فؤاده فعاش ينزف نيران حبه المرتعش مع حبيبة خائنه كتب فيها قصيدته الشهيرة"لاتكذبى"
ولما اتصل بيها"نجاة الصغيرة" وهو يبكى ويقرا عليها قصيدته كانت تضحك عبر الاسلاك ساخرة وهى تقول :اتبكى من قصيدة؟ فيقول لها فى نشيجه: انما ابكى من امراة عبدتها وخانت....!
وظل شاعر المعذب يكتوى بنار الغدر والخيانه تنسكب دموعه الصامته فيكتب بها قصائد حتى مات



ومنذ الف واربعمائة عام تقريبا عاش قيس بن الملوح شاعر الحب العذرى الذى قتله العشق فلقد احب ليلى وعشقها وهما صغيران يرعيان الابل عند جبل التوباد وصار عشقه لليلى حديث المدينه خاصة بعدما رفضه اهلها زوجا لها لانه شبب بها وذكر اسمها فى قصائده واجبروها على الزواج من غيره
فلما علم قيس زال عقله وهزل بدنه وهام فى الصحراء تنهشه نيران العشق فاخذه ابوه الى مكة لعله يفيق وهناك قال له متوسلا:اى بنى تعلق باستار الكعبة داعيا ربك ان ينسيك ليلى فتعلق قيس بالاستار وهو يجيش بالبكاء ثم صاح : اللهم زدنى ليلى حبا ولاتنسنى ذكراها ابدا الى يوم القيامة
ومن بعدها هجر الخيام والبشر وعاش هائما بين الاوديه والصخور الى ان وجد ميتا وبوجهه اخدودان ظاهران نحتهما الدمع المنسكب بكاء على ليلى والحب والاغاريد والربيع والاطلال والحياة

وهناك العديد من الشعراء والادباء الذين تجاهلتم كثيرا صفحات الادب واقلام النقاد وبالرغم من ابداعاتهم الراقيه التى كانت ماة لحياتهم التى اصطخبت بالوعة والبكاء
الاديبة عنايات الزيات كانت لها مع الحزن قصة فاقت التصور كانت بدايتها عندما اغتال القدر حبيبها الصحفى احمد ابراهيم قبيل الزواج فارتعشت حياتها حسرة وكانت الام قلبها العبقرى الوفاء فوق احتمالها لذا انزوت بعيدا عن الناس تحمل بين جوانحها شلالات الغضب وبمداد هو مزيج من الدمع والالم وكتبت روايتها الوحيدة : الحب والصمت"
التى خلدت بها حبها العظيم وقبلماتبلغ عمر الثلاثين من عمرها ماتت حزينه منكسرة منتحرة تحضن صورة حبيبها

العبقرى اونريه دى بلزاك ابتدات حكايته بخطاب اذهله ارسلته اليه احدى المعجبات من اوكرانيا فبهرته باسلوبها الرقيق المنمق فكتب اليها الرد وحيرته راسائلها التى تفيض بلاغه وفتنه وانجذب رويدا رويدا اليها الى تلك العاطفة الخفية المتغلغة بين السطور واعترف لها بحبها عبر الرسائل الى ان التقيا فى سويسرا فارتجف الروائى الكبير عندما راها رائعة الجمال بهيه الطلعة حادة الذكاء واستوثق فى تلك الحظه انها مبتغاه الا ان مشاكله الماديه كانت تؤرقه وتنغص عليه احلامه فعكف على الكتابه ثلثى يومه عساه يفى بديونه وان ينسى حسرته على الحب الذى ولد عبر المسافات بين السطوروفى غمرة معاناته تعرف على سيدة وعرف معها مذاقات اللذة الحسية فارتمى بين احضانها ثم افاق الى نفسه والى جرم الخيانه الذى اقترفه فى حق محبوبته لكن بعد فوات الاوان قفد علمت ايفلين خيانته وحاول ان يسترجعها فرفضت وانطلق يكتب فى عمل متواصل شاق لمدة سبع سنوات وضع خلالها ثلاثين روايه حلقت بشهرته الى افاق المجد ولكن صحته قد اعتلت وهاجمه المرض فراسلته ايفلين وسافرت اليه ولكنها صدمت حين راته رجلا مجرد هيكل عظمى يجر نفسه اليها جرا واما هذا المنظر لم تتراجع وتزوجته ولكن هذا العبقرى مات على صدرها بعد خمسة اشهر من الزواج وهو ينظر اليها دامعا فى حب واعتذار

والاديب ارثر ميللر فقد قيل ان ابداعاته نسج عبقريتها البكاء بكاء رجل كان يمتلك اثمن قنبله انثويه مارلين مونرو

الشاعر اللاتينى الاشهر دانتى اليجيييرى صاحب الكوميديا الالهية التى خلد بها حبيبته بياتريتشى كتب عنه الناقد الفرنسى فرانسوا دوبرييه : كان اليجيييرى يكتب بدموعه الحارة كوميديا البكاء[

تسلم ايدك يا جميل