مفتاح القبول

موضوع: مفتاح القبول 12/5/2009, 23:48

الإخلاص:
وهو مسك القلوب وعماد الدين، مدار الفلاح كله عليه، أصل من أعظم الأصول،فيه رضا الرحمن وراحة القلوب ونجاة النفوس وعلو المنزلة في الدنيا والآخرة، وهو ركن العمل وأساسه.
إنه الإخلاص، صدق النية
(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
اسمعها ! رددها، تأملها، أعدها، كررها:
(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
سبحان الله!
لا قيمة للعمل بدون نية، وليس لك إلا ما نويت،
فلنتعلم إذاً النية فإنها أبلغ من العمل، لنتعلم النية فإنها تحول العادة إلى عبادة،
ولما غابت النية أصبحت العبادة عادةً، جسداً بلا روح،
فمن منا إذا أدى العبادة حمل هم قبولها من عدمه؟
قال مالك بن دينار :
الخوف على العمل أن لا يقبل أشد من العمل.
فراجع حالك، واسأل نفسك !
كم هي الأعمال التي مضت؟
كم منها خلصت وصفت من أعمالنا، وأقوالنا، ووظائفنا؟
هل هي لله؟
أم للناس؟
أم للدنيا؟ !
كم هي الأعمال التي ننجزها كل يوم؟
كم هي الكلمات التي نتلفظ بها كل يوم؟
ليس لك منها إلا ما نويت شئت أم أبيت.

إنك تستطيع!
أن تجعل حياتك كلها لله، نعم.
تستطيع أن تجعل ساعات العمل والوظيفة عبادةً تؤجر عليها تستطيع أن تجعل ابتسامتك وبيعك وشراءك وإطعامك لزوجك وأولادك صدقة تكتب لك، ونهر حسنات يصب في سجلاتك.
ما أحلاها وما أعظمها من نعمة
قال زبيد بن الحارث :
أحب أن يكون لي في كل شيء نية، حتى في طعامي وشرابي.

إنها السعادة الحقة، جنة الدنيا، فلله ما أروع الإخلاص لله في كل شيء، وفي كل صغيرة وكبيرة، ودقيقة وجليلة
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ
[الأنعام:162-163].......

الإخلاص والمتابعة أساسا قبول الأعمال

لقد أخلص الأوائل من -سلف هذه الأمة- فكان نومهم وطعامهم وشرابهم عبادة، نرى ذلك بركةً في أعمالهم، ونوراً في أقوالهم، وقبولاً لمصنفاتهم وكلامهم.
أحياء بأعمالهم وأقوالهم،
إنه الإخلاص الذي من أجله خلقت أنت أيها الإنسان!

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك:1-2].

قال الفضيل بن عياض :
هو أخلصه وأصوبه، فإن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً والخالص:
أن يكون لله
والصواب:
أن يكون على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذاً: لنراجع أنفسنا أيها !
لنقف هذه اللحظات وقفات مع أنفسنا، ولنسأل أنفسنا، هل كل عمل نعمله لله وكما جاء عن رسول الله؟
فإننا نقرأ في كتاب الله :
فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110].
فيا عجباً!
يا عجباً من أهل الرياء على عمل يزينوه وربك يعلم ما تكن صدورهم!
يا عجباً لمن يعمل لمخلوقين مثله !
هب أن الناس مدحوك وأثنوا عليك ورفعوك وقالوا فيك وقدموك، فإن لم تكن عند الله كذلك فأنت والله صعلوك، أنت أعلم الناس بنفسك فلا يغروك.
أيها العقلاء! إنه الرياء، هباء في هباء
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً
[الفرقان:23]
فقولوا لمن لم يكن صادقاً هذا الحديث
(أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه غيري فهو للذي أشرك به وأنا منه بريء)
كما في صحيح مسلم .
وقد قال بعض المفسرين في قوله تعالى:
وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ
[الزمر:47]
قال: كانوا قد عملوا أعمالاً كانوا يرونها في الدنيا حسنات، بدت لهم يوم القيامة سيئات.
وقال الثوري على هذه الآية: ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء، ويل لأهل الرياء، هذه آيتهم وقصتهم
كم نتزين للناس بأشكالنا؟
كم نظهر لهم أعمالنا؟
كم تعجبنا أنفسنا وأقوالنا؟
والله وحده أعلم بسرائرنا ، إن الله لا ينظر إلى أجسامنا ولا إلى صورنا ولا إلى أموالنا، ولكن ينظر إلى أعمالنا وقلوبنا،
كما قال صلى الله عليه وسلم:
(ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ قالوا:بلى، قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه)
رواه أحمد و ابن ماجة وحسنه الألباني .
قلب من ترائيه بيد من أعرضت عنه،ليصرفه عنك إلى غيرك، فلا على ثواب المخلصين حصلت، ولا إلى ما قصدته بالرياء وصلت، وفات الأجر والمدح.
فقولوا للواقفين بغير باب الله:
وقولوا للمؤملين لغير فضل الله:
يا خيبة آمالكم
قولوا للعاملين لغير وجه الله: يا ضيعة أعمالكم.
لا إله إلا الله!
كم بذل نفسه مراء ليمدحه الخلق، فذهبت نفسه فانقلب المدح ذماً، ولو بذلها لله بقيت ما بقي الدهر.

إن لم تخلص فلا تتعب نفسك ، فشجرة الإخلاص أصلها ثابت وأما شجرة الرياء فإنها تجتث عندما يقال:-
من كان يعبد شيئاً فليتبعه.

موضوع: رد: مفتاح القبول 13/5/2009, 19:02

ميرسي يا جميل تسلم ايديكي

» لو تملك مفتاح السعادة لمن تهديه ؟
» لو تملك مفتاح السعادة لمن تهديه ؟
» مفتاح حواء ردا على موضوع دقدقة الجميلة
» الجزائر تخسر مفتاح .. وتحسن حالة بوقرة
» حصريا اخر اصدار من القلعه الحصينه Avira AntiVir Premium 9.0.0.555 + مفتاح لمدة سنتين تحميل مباشر على اكثر من سيرفر