فلسفةُ قلمي المتواضع هُنا
هي مزيجٌ ساخر أحياناً
وجاد في بعض المواضع
ومرير في كل الأوقات
بمعنى أنها فلسفةٌ لقلم لايملك سوى المفردات
وإسقاطات حياتية لمشاهد هُنا وهناك
ولأبدأ أولى صفحات الجنون لعلّي أحظى برفقة مميزة تشاركني هذه المتعة
بينما أغطُ في نومي تحت سريري كالعادة
وراسي تحت مخدتي
خطرت لي فكرة عاقلة
ورغم عدم تحبيذي لهؤلاء القوم (العقلاء)
ولا لأفكارهم ومعتقداتهم وتصوراتهم
إلا أنني من منطلق إعطاءِ الفرص وخصوصا ونحن مقبلون على تطبيق كامل لمبدأ العولمة
أقول من خلال هذه الديباجة المقيتة التي يسميها العقلاء استهلال
واصفها أنا بالاستهبال
قررت أن أُجري سباقاً مارثونياً بين ظلي وشخصي
أيهما يسبق الآخر
ومن يفز بهذا السباق فهو الأثير لنفسي والآخر سأستغني عنه نهائيا
وأجريت السباق في منتصف النهار عندما يصير ظل كل شيء مثله
من باب إتاحة الفرص
حتى لا اتهم بالسادية أو السامية
فكلاهما يربطهما حرف واحد يقول عليه العقلاء سين وأنا اسميه الحرف الحادي عشر
وأنا حرٌ في تسمياتي
أُجري السباق ياسادة كما هو مخطط له لاحقا
وتسابقنا أنا وظلي
فتارة اسبق ظلي وتارة يسبقني
ونركن فقط للراحة عندما يتعب احدنا طالبا زجاجة كوكا كولا
وحتى لا أطيل عليكم مال القمر للشروق
ائذاناً بانتهاء السباق
لأجد أن ظلي هو الأكثر حظا وهو الأجدر
لأعلن منذ تلك اللحظة
افتخاري واعتزازي بظلي
ونبذي وإبعادي لشخصي
ومنذ الآن يمنع على من يعرفني أن يشير لشخصي أو يؤمي له
بل يجب أن يقدم لظلي فقط كل الاحترام والتقدير
فتحت الصفحة لأكتب بعضاً من شجون أو بعضاً من جنون
فوجدت أن ماحولي هو جنونٌ بلا تخطيط
المهم أنني قررت أن اكتب عن الدب الذي قتل صاحبه دون أن يقصد
فلقد قرأت القصة عندما كنت بالروضة أو التمهيدي
علما بان أيامنا لم يكن بها هذا النوع من التعليم
مالنا وللتعليم
فالخوض في الممنوع أمرٌ لاتحمد عقباه
المهم أن القصة تركت بداخلي مغزى
وكيف ان الدب من فرط حبه لصديقه قتله ظناً منه بأنه يحافظ عليه
وبأن الحب إذا تجاوز مفهومه وتخطى حدود المنطق
تحول لسلاح مضاد وفتاك في الوقت نفسه
بالله عليكم تمعنوا فيما حولكم
كم تتشابه حكاياتنا اليوم مع الدب وصاحبه
كم من دبٍ قتل من يحبها دون أن يشعر
أو كم من دبةٍ حتى لايزعلن علينا نون النسوة
بحبها وغيرتها وجنونها
قتلت من تحب بلا قصدٍ وبلا نيةٍ مبيته
البعض سيدور برأسه يمنة ويسرة
لأنه لايعلم
والبعض القليل منا يعلم ولكنه يجد العذر لتلك او ذاك الدبة
هي مساحة جنون
أفرغتها هنا
لأني بصدق
لم أجد فلسفة لما يحدث في عوالمنا العاطفية
هل هذا الأمر أصبح من أبجديات الحب
أو هو الخوف من أن نضيع من نحبه
أو قد تكون هي الأنانية المفرطة تجاه من نحب
اعتقد أن لكل طريقة مناصريها
لكن بصدق
حاذروا أيها الدببة
فقد تقتلون من تحبون