ظلت الهند مصدر جذب لمنتجي الأفلام ومحبي الثقافات والآن أصبحت مرافقها الصحية موضع جذب جديد، فهي قد أصبحت مغناطيسا للمرضى الأجانب الذين ملوا الطوابير الطويلة أو أنهم يريدون علاجا نوعيا من دون دفع مبالغ كبيرة.
فإذا كنت تريد دفع نقود للعمليات الجراحية أقل بكثير من تكاليفها في الغرب فإنك تستطيع الحصول على عمليات تجميل لجسدك مع قضاء عطلة ممتازة في الهند. إذ حققت الهند معايير دولية عالية في عمليات معقدة مثل عمليات التجميل.
فعملية تجميل الأجفان التي تصل إلى 1550-3200 جنيه استرليني في المملكة المتحدة، بينما لا تتجاوز تكاليفها في الهند عن 380-800 جنيه. ويمكن تحويل الفرق لتغطية تكاليف النقاهة والسفر الجوي والأكل الشهي وزيارة تاج محل وكيرالا وشواطئ غاوا والهملايا.
في الهند يمكن إجراء كل عمليات التجميل من زرع الشعر إلى ضغط الآذان الناتئة وتعديل الأنف وشد الوجه وتجميل الأجفان وتقليص الشفاه وعمليات الأثداء المختلفة وشفط الدهون. كذلك يأتي السياح لعمليات غير جراحية مثل الحقن بمادة البوتوكس والتقشير الكيميائي وإزالة الشعر بواسطة الليزر وزاد سوق هذه العمليات في عام 2006 بنسبة 6%.
تتعافى أنيتا غوردون الألمانية حاليا في مستشفى أبولو بنيودلهي بعد إجرائها لعملية تقليص المعدة لتحسين مظهرها الخارجي. وبعد يومين سيصل زوجها لقضاء عطلة رومانسية في تاج محل. وتشمل كل التكاليف بما فيها تذاكر السفر الجوية والإقامة في الفندق وتكاليف العملية. ولو أجريت هذه العملية الجراحية لوحدها في المملكة المتحدة لبلغت ما بين 2550 و5000 جنيه استرليني، بينما تبلغ التكاليف في الهند بما فيها تكاليف العطلة ما بين 440 و1000 جنيه. تمتاز الهند بالمرافق الصحية بخمس نجوم وأطباء ذوي خبرة طويلة مع تكاليف مخفضة. وبشكل عام تصل تكاليف عمليات التجميل الجراحية في الهند إلى 50% أرخص من تكاليفها في بلدان أخرى. وتصل أسعار العلاج في الغرب عشرة أضعاف تكاليفها في الهند.
والكثير من أطباء الهند في مجال التجميل تدربوا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وكل الإجراءات الطبية بما فيها الإقامة في المستشفى وفترة النقاهة هي أرخص بكثير مما هي عليه في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويستفيد الكثير من مواطني الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من هذا الفرق للسفر إلى الهند لأغراض سياحية وطبية في آن واحد بتكاليف أقل.
وأمام هذه الظاهرة أصدرت الحكومة الهندية فيزا طبية للسياح القادمين إلى الهند لأغراض المعالجة الطبية. وهذه الفيزا صالحة للاستعمال لمدة عام ويمكن تمديدها لعام آخر. وتمكن الفيزا الطبية السياح من السفر إلى الهند لثلاث مرات خلال سنة واحدة. وتعمل وزارة السياحة الهندية مع وزارة الداخلية لزيادة فترة الفيزا إلى ثلاث سنوات.
كذلك يمكن للمريض أن يجلب معه شخصين من عائلته ضمن الفيزا الطبية الممنوحة له. وقالت ستلينا ويركسميث التي جاءت إلى الهند لعملية رفع الثديين من الولايات المتحدة: «ليس هناك أي خلل في نوعية الخدمات الطبية التي يمكن أن تتنافس بثقة مع العمليات في العالم المتطور. وحتى تكاليف السفر الجوي مع العمليات الجراحية تكون أرخص ونوعية الخدمات هي غالبا أفضل من تلك الموجودة في الولايات المتحدة».
ويقوم الدكتور فيجاي كاكار بعمليات تجميل منذ عام 1993 ويعمل ضمن مجالس إدارة عدد من المستشفيات البارزة في عمليات التجميل بالهند وقال إن هناك حوالي 200 إلى 300 عمليات تجميل تتم كل شهر في المدينة للأجانب في مجال عمليات التجميل. والغالبية منهم يقومون بعمليات شفط الدهون ورفع الأثداء وشد الوجه.
واجراء عمليات تجميل للأنف هي واحدة من ارخص العمليات في هذا المجال، ومن الممكن اجراؤها بملغ اقل من 500 دولار. واشهر مراكز التجميل في الهند هي نيودلهي وتشيناي وبنغالور.
وبصفة عامة تستغرق عملية التجميل من يوم الى 7 ايام، ويعتمد طول الفترة على الاجراءات. فبالنسبة لعمليات تجميل الانف، يجب حجز غرفة في المستشفى لمدة ما بين اربعة الى خمسة ايام. واذا احتجت الى فترة نقاهة، تمتد الفترة الى 10 ايام. وبعد العملية سيصبح لديك وقتا كافيا لاستكشاف المنطقة، واذا ما رغبت، يمكنك الاستراحة في الفندق حتى يحين وقت ازالة الضمادات.
وذكر تقرير لصحيفة الإندبندنت الانجليزية في الاسبوع الماضي ان اكثر من 10 الاف بريطاني يسافرون الى الهند لإجراء عمليات مثل تكبير الصدر وشد المعدة وشد الوجه بالاضافة الى اجازة على الشاطئ.
وتوجد في الهند ما يقرب من 12 مستشفى خاصاً تقدم خدمات على مستوى عالمي في جميع التخصصات. فمستشفيات مثل ابوللو ومعهد العلوم الطبية لكل الهند، وفورتيس وماس وبي دي هندوجا ناشونال ووكهارت واندرابراثا ميدكل كوربورشون واسكورتس تجذب اعدادا كبيرة من السياح الاجانب، كما يذهب عدد كبير منهم الى الاطباء لإجراء مثل هذه العمليات.