لم يكن فى يده مدفع رشاش ولم يخبئ قنبلة فى جيبه لم يكن ملثما بعينين مرعبتين ولم يكن له اعوان مدربون على الاجرام لم يكن سوى بنى ادم نحيل
وقصير وعدمان فى يده سكين تلم يستطيع ان يقطع بالكاد قطه من الكيك الذى تقدمه الطائرة ومع ذلك فانه فعلها اخرج
السكين من الكيس بعد ان وضعت المضيفه صنيه الطعام
امامه ولم يخطف الكيك التى امامه خطف الطائرة كلها بمن عليها وامر الطيار بان يتجه الى هامبزرج هكذا ببساطه
وجلس الركاب فى رعب رابطين الاحزمه يتلون الشهادة كيف حدث هذا
لماذا استسلم الجميع؟ لماذا لم يقف احد الركاب ويصرخ فيه اقعد ياروح امك وخلى ليلتك تعدى على خير بالتاكيد كان
قعد المشكله اننا مذعورون فاصبحنا بلا رد فعل
انظر الى منظر الركاب والمضيفة تلقى عليهم التعليمات الروتينية اذا حدث اى شئ كيف يضعون جهاز التنفس وكيف
يخرجونه من تخت الكرسى الكل يحدق فيها بذهول ولا احد يستفيد بكلمه واحدة الكل يقول لنفسه هو لاقدر الله لو حصل
حاجه للطيارة ح نلاقى وقت نعمل كده كله ان الطبيعة الانسانيه اصيبت بلاشك بمرض عصرى جديد الاوهو التتنيح اساله
ماذا فعلت حينما حدث الزلزال؟ يرد بابتسامه ولا حاجه قعدت متنح كده لحد ماخلص والذى اكتشف زوجته مع عشيقها لم
يخرج مسدسه ويطلق عليهما وهو يصرخ خاينه بل وقف مشدوها مذهولا وتنح برضه والذى اغتصب فتاه العتبه منذ عدة
سنوات علنا وامام الجميع لم يتدخل احد وانما وقف الجميع متنحين برضه لم يعد قاطع الطريق او الهجام يحتاج الى مواهب
خاصه فذة كتلك التى كانت عند الخط بتاع الصعيد او سفاح كروموز هؤلاء المجرمون العباقرة الذين دخلوا التاريخ يستطيع
الواد (فتله) الذى يسقط من طوله اذا فقط نفخته ان يقفل شارع بحاله طالما نحن مستسلمون هكذا وسلبيون هكذا فلا داعى ان
نحمل قاطع الطريق اكثر من طاقته
لاشك ان المشهد الجميل الذى عمله الفنان محمد صحبى مع الرجل النحيف القصير الذى يردد كلمه واحدة "ماتقدرش"
اصبح مشهدا له مغزى كبير اتذكر وانا اتامل حادث الطائرة المخطوفه بسكينه الجاتوه
جمله عتيقه كنا ندرسها فى المدارس اسمها الدفاع عن النفس اصبحت الان خرافه فى عصر تحولت فيه الى سلعه يمتهنها
بعض الناس فانت تشترى من يدافع عنك وتسميه بودى جارد
ولكن هذا متاح لطبقه معينه من يدافع عن الانسان غير نفسه انها منحه الهيه اعطاها الله سبحانه وتعالى لكل مخلوقاته فاذا
هاجمت قطة ح تخربشك واذا هاجمت كلبا ح يعضك حتى الحشرات ياناس تدافع عن نفسها
اقص عليكم قصة بديعة لتشيخوف اسمها المغفله تحكى عن رجل ثرى احضر مديرة المنزل ليعطى لها اجرها عن الشهور
التى عملتها عنده قال لها اسمعى يامدام انت اشتغلتى عندى ثلاث شهور الشهر بتلاتين روبل
قالت المربيه فى ضعف لقد اتفقنا على اربعين يابك قال بحزم تلاتثين مفيش غير تلاتين ثم اضاف نخصم
ايام الاحاد والاجازات وهكذا نخصم 15 روبل انزعجت حاولتت ان تتكلم وقالت الاجازات لاتخصم .
.قال لها بعنف ساخصمها يامدام ..واضاف ثم ان طقم الشاى الذى انكسر الاسبوع الماضى والذى ورثته
من ابى يساوى الكثير ليا ولكنى رافه بك ساخصم 20 روبل وقالت ولكننى لم اكسره وقال ولكنك مسئوله
عن البيت ثم ان الولد قطع البلوفر الجديد الذى اشتريته له بخمستاشر روبل نخصمها ايضا تجمعت الدموع
فى عينيها وصمتت فى ذل وامسكنه واخذ البك يخحصم ويخصم حيث صار كل ماتبقى لها 5 روبلات فقط
عن الاشهر التلاته التى عملتها قال هه هذا اجرك خذى مسحت دمعه من عينها واخذت الروبلات الخمس
ووضعتها فى الكيس ولم تنطق هنا انفجر الرجل صارخا فيها لماذا لاتتكلمى اصرخى ثورى فى وجهى انا
سرقتك نهبتك قالت المربيه فى اماكن اخرى لم يعطونى شيئا القى لها الرجل بالمائه وعشرين روبل
وهو يضرب كفا بكف ويقول مااسهل ان يكون الانسان قويا فى هذا العالم
هذا المثال يبرز ببساطه رائعة حقارة الاستسلام والسلبيه ان الانسان الذى لايدافع عن نفسه هو المتهم الاول يااعزائى
قال احد الكتاب الروس
انه كان بمدينه ما رجل ضعيف العقل سطحى متخلف وكان الناس دائمى السخريه منه واراد ان يغير
ذلك فهداه طول تفكيره الى انه صار كلما لقى واحد من معارفه واخوانه اذا به يستخف رايه ويستجهله
ويهاجمه فاذا ذكر اماه كتابا او عملا فنيا قال هذا عمل مسف تافه رخيص وظل صاحبنا يستهجن كل
مايستحسنه الناس ويتهمهم بضعف العقل ويرميهم بالتخلف وبلغ من نجاحه ان ارسل اليه صاحبه جريده
يستكتبه فيها فاستمر فى خطته التى رسمها يهاجم ويشتم بكل ضراوة حتى اصبح قوة لايستهان بها تودد
اليه الكتاب والفنانون خشيه بطشه بهم وانى لاعجب من هؤلاء الروس الذين بهروا العالم كله بادبهم الفريد
وبافكارهم الرائعة عن الدفاع عن النفس وعدم تقليم الاظافر امام الهجوم المغرض والتبجح ومع هذا
استطاع المغامر الامريكى ان يفعلها هو ايضا كما فعلها خاطف الطائرة العدمان بسكينه الجاتوه
ولايزال المغامر الامريكى يهاجمنا بافلامه وافكاره وساندوتشاته ونحن لانقول سوى امين
ساندوتش الهامبورجر الضخم الذى يمسكه الواحد منا بكلتا يديه ولايعرف كيف ياكله وهو يخفى نصف وجهه ويسيل الكاتشب
والمسطردة وتسقط حلقات البصل على وجوهنا ونحن ناكل فى استسلام للفكرة الهمجيه الامريكيه
وتهاجمنا مطاعم البيتزا هيا الاخرى فنذهب اليها منقادين واولادنا يسحبوننا كالاسرى
ولم نفكر مرة واحدة ان ندافع عن انفسنا ونعمل سلسلة مطاعم فى لوس انجلوس وكاليفورينا بتعمل فطير مشلتت وجبنه قديمة وجعضيض
]
موضوع: احنا سارقانا السكينه 
15/8/2009, 21:08
