حوار مع عم رمضان
قلت : رمضان حياك الله كم أوحشتنا , ولكم دعونا الله إلا زرتنا
رمضان: والله إني لأحب المؤمنين , وأحمل بين طياتي لهم حنين , وقد أحضرت لهم معي هدايا , تجوب البقاع والحنايا, أولها العتق من
النيران , وأعلاها مرضاة الرحمن , وينادي من السماء قائل: هذا للخير فاعل , أقبل تنزل منازل , ولا ترد سائل, ويا باغي الشر قف , وتذكر
الموقف, بين يدي جبار , والكل يرتجف
قلت : فحدثنا عن أول لياليك
قال: إذا أقبلت فاحتسب , وعليك بالإيمان تنل الغفران , أما المعاصي فاجتنب. قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم « من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه »
وعليك بالقيام من أول الليالي , تنل الغفران , وتفوز بالمعالي . قال صلى الله عليه وسلم « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه »
ولا تنس السحور , بالخير والحبور , فتنزل البركات , وتكثر الخيرات , وما أحلى الوصال , في أواخر الأسحار , فعساها دمعة حارة , تورث البلاد السارة , بلاد الأفراح , ومواطن الفلاح , لطيب الأرواح . ثم صلاة الفجر , مع رجال الخير , في مسجد الجماعة , فما أحلى البضاعة , وإياك والمزجاة , فأحسن الصلاة , وحلها بالخشوع , في القيام والركوع .
وأذكار الصباح , تورث الانشراح { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } .
ووردك للقرآن , لترتق الجنان , هيا اقرأ ورتل , وعلى المصحف أقبل
قلت : فبماذا تنصح الشباب , ومن يسلي صومه بالرق والرباب.؟؟
قال: ألا اتق الإله , فرب صائم لاه , قد نال من صيامه , الجوع في عظامه , وضاعت الأجور , في اللهو والسفور . قال صلى الله عليه
وسلم « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فلا حاجة لله في أن يترك طعامه وشرابه » , إياك والدشوش , فكأنها الوحوش , تلتهم الصيام , وتحيد عن القيام , وهذه الأفلام صناعة اللئام , تكسر الصيام , أخي فاتق , إله لا ينام .
قلت : ونصيحة للأمة ؟؟
قال: الأمة تحتاج إلى رجال , كل منهم كألف , بالمصحف والسيف , يدعو إلى الفلاح , ويرفع الأتراح , ويمسح الدموع ويحقن الدماء , ويوصل الأنام بمنهج السماء ., وهذا الخير آتي ,فاغتنم ساعاتي , وقم بحق الدعوة , فالمؤمنون إخوة , وكن أنت الرجل كألف من رجال , فما عند الإله من شيء محال.
قلت : ونصيحتك للنساء؟
قال: لا يستشرفنكم الشيطان , لتفسد الأديان , ويقل الإيمان , فعليكن بالحجاب , فالستر في الجلباب , وليكن النقاب , لكن خير باب .ولتكن
الأمهات القدوة للبنات , والزمن الطيبات فهن الخيرات , لتكثرالحسنات في ظل الأخوات.
قلت : وأخيراً ؟؟
قال: وفي العشر الأواخر , تدخر الجوائز , ليفوز كل فائز , فالعتق من جهنم , وبعدها لا تندم , وفيها ليلة القدر , خير من ألف شهر , فعليك
بعلو الهمة , ولا تكن في تخمة , لتفوز بالجنان والطيب والريحان , فهذه السلعة قد عرضت في السوق , وهي عند الله غالية , وصاحبها معتوق.