عندما يقع شخص ما في الحب فإن وقوعه فيه سيكون فجأة ودون سابق إنذار ، وقد يقع قلبه في الحب إما سماعاً : أي يسمع عن شخص ما كلاماً جميلاً وأوصافاً جميلة تشده إليه رغماً عنه ، وكلما تكررت على مسامعه تلك الأوصاف والثناءات يزداد شغفاً به ورغبة في رؤيته عن قرب ، فيحاول جاهداً أن يعزز ذلك الشعور بالرؤية والنظرة ليجسم تلك التخيلات والخطوط التي قد كونها ورسمها في مخيلته لذلك الشخص .
وحين يجد الفرصة سانحة لإيجاده ورؤيته يكون قلبه قد وضع تصوراً له وتكون لديه مفهوم له وأصبح على استعداد للحب ، خصوصاً إذا كانت تلك الأوصاف تركز على الجمال والخصال الحميدة التي يسعى لها الشخص ويحبها .
وفي رأيي الشخصي أن تلك الأوصاف والمديح والثناء ليست سبباً مباشراً ورئيساً أو دافعاً للحب ، ولكن القلب صار مهيأ من قبل نتيجة عوامل خارجية معينة ساعدت على جعله مستعداً لقبول الحب وغوص غماره ، ربما ليعوض شيئاً ونقصاً افتقده في حياته ومجتمعه وبيئته ، وفي نظري أن فقدان الحب والحنان والعطف لدى الشخص عامل مهم وكاف ليجعل ليجعل القلب يجنح لحب شخص آخر ويتعلق به لعله يجد عنده ما افتقده في حياته .
وبمجرد ما يرى ذلك الشخص فإن باب قلبه تلقائياً ينفتح على مصراعيه فتبدأ رحلة المعاناة ويدخل في حياة جديدة غير أيام الصبا والطيش والحرية ، ليحول ماضيه إلى ذكرى يستعرضها عندما يندم على وقوعه في الحب .
وإما أن تكون بداية الحب بنظرة مباشرة ومفاجئة وهو غير مستعد ومهيأ ، ولكن قلبه كان على موعد مع الحب . فعندما يرى الشخص الذي يحبه عياناً ماثلاً أمامه وقد زينته له عيناه لتغري به قلبه فيقع حينها في الحب بسهولة ، فيغرق في غياب الحب وتبدأ معاناته ليحث السعي والسير ليعزز ذلك بلقاء للتعريف بنفسه وطرح الحب أمام محبوبه ويبث له شكواه لعله يجد عنده ميولاً وشعوراً متبادلاً ، فإن تم له ذلك يجد أنه أسعد الناس لأنه وجد شخصاً سيعطيه الحب وقلباً ويمنحه حناناً وحباً .
وهكذا يبدآن بتجسيم حبهما سوياً ويربيانه بينهما كما يربي الوالد طفلهما البكر.
فتكون حياته على ثلاث طرق :
1 . حياته وذكرياته قبل الحب .
2. حياته أثناء الحب .
3. حياته بعد الحب .
4 . ثم نتاج الحب وثمرته التي يتمنى أن يجنيها