علوم
الأثنين 7 /2/ 2005م
صلاح محمد خضور
>>>>>>>>>>>>
قرأت قبل سنوات , في إحدى المجلات المتخصصة , بحثاً طريفاً عن » كيمياء الحب« السحرية التي تجذب بني البشر , وكل المخلوقات, بعضهم إلى البعض الآخر , وتجعل القلوب تتآلف .. والنفوس تتوحد , وتدخل العشاق الى فردوسها السحري , أو تسلب عقولهم , وتوردهم مصارعهم كما قرأنا عن حالات كثيرة مشهورة في التاريخ البعيد .. والقريب.
يقول هذا البحث : إن الوقوع في الحب , هو رد فعل كيميائي , بقدر ماهو موضوع يخص القلب , فحين نحب ... يطلق جسدنا هرموناً هو »هرمون الحب«, يشبه مادة » المسك« التي تفرزها إناث بعض أنواع الغزلان والوعول لاجتذاب الذكور في مواسم التكاثر !
وهذا الهرمون مكون من مادتي » الأوكسيتوسين Oxitocine« و » الغاسوبريسين Fasobricne« وهو مايطلق عليه المحبون بالمعنى العاطفي للحب - اسم » الجاذبية Attractivity« أو » كيمياء الحب«.
وهناك عقار آخر للحب يسمى » فينيلشيلا مين Finilthiaamine« يطلقه الدماغ , وهو مسؤول عن حالة الشعور بالسعادة التي يشعر بها المحّبون .
وعن فعل الحب , يقول الكاتب الأميركي » ديباك تشوبرا « صاحب كتاب » عقل لكل الأزمان « : » إن الحب هو الحقيقة النهائية وإن أفعالنا .. هي لحظات مقدسة من الخلود.. أنا وأنت.. لسنا إلا قديسين!«
ويقول الشاعر الفرنسي الرومانسي الشهير » ألفريد دي موسيه« مخاطباً حبيبته : » بقدر ما يضعف الأمل .. يقوى الحب , وما أجمل أن نكون ش¯هداء الأمل ! «
هذا هو سر الحب العجيب : أن يكون المحبّون قديسين ..وأن يكونوا شهداء , والتاريخ مليء بالشواهد المدهشة من قصص الأساطير , كما في أسطوة » التوحد« الرومانية القديمة بين » هرمافروديتوس « ابن أفروديت ( فينوس ) وبين الحورية سالماتشي, وكما في الأسطورة البابلية القديمة لقصة الحب القاتل بين » بيراموس « و»تسبي « التي أشبهتها فيما بعد قصة » روميو وجولييت « .. وقصة الامبراطور الروماني » مارك أنطونيو« والملكة المصرية »كليوباترا« .. وقصة »قيس وليلى«, التي ألهبت خيال العشاق والكتاب والشعراء الرومانسيين على مر القرون .. وألهمتهم أجمل القصائد والأعمال الأدبية ,كما ألهمت كبار الموسيقيين أروع الألحان !
وهذه هي » كيمياء الحب العجيبة « التي غرسها الله في نفوس البشر .. وبقية المخلوقات والكائنات الحية , ولاعجب في ذلك طالما أن الله محّبة.. وطالما انه جميل ويحب الجمال .
حول هذه الحقيقة الأزلية التي تقول » إن الله محبة « قال » دانتي « شاعر إيطاليا الأشهر في ثلاثيته الشهيرة » الكوميديا الإلهية « على لسان شاعر الرومان الأكبر » يرجيليو« : » إن الله يسارع الى المحبة كما يتجه شعاع الى جسم لامع ( للتعبير عن السرعة ) , وبقدر ماتشيع المحبة .. يزيد الخير الأبدي , وكلما زاد عدد المتحابين .. زاد الخير.. وزادت المحبة «.
أيها المحبون .. ستبقى النجوم هي وهج العشاق في كبد السماء- كما قال أحد الكتاب , وستبقى نجمة هي الحبيبة الأثيرة التي يرتمي العشاق في أحضانها عند الفجر , حبيب يناجي حبيبته .. وإلف يناغي إلفه ,.. وسيبقى القمر الفضي المتألق .. مهوى قلوب العشاق .. وبهجة نفوسهم .. وسمير لياليهم الحالمة !
ومن وليد معماري أستعير هذا الكلام الجميل عن » كيمياء الحب«:»من قادر أن يبعد نهراً عن ضفتيه ,, ومطراً عن غيمته , وفراشة عن أحلامها .. ونغمة عن الوتر ?« وأضيف :» أرجوكم : إذا قدرتم .. فلا تفعلوا ,لئلا تجف المحبة ويذبل الجمال !«