لماذا لا يلغي "الفيفا" مباراة مصر والجزائر ليستريح العرب؟

لم يتبق للشعبين المصري والجزائري سوى أن يحمل كل منهما سلاحأ، ويرفعه في وجه الآخر، دفاعا عن "قيم عدائية" جديدة، لم تكن موجودة يوما في تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين، هى قيم فجرتها "مباراة كروية" واحدة، كان من المفترض لها أن تلعب دورا مهما في جمع الشعوب، حسبما تشير شعارات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لكن المباراة التي يعتبرها المنتخبين المصري والجزائري "مصيرية" في الرحلة إلى مونديال 2010، تحولت إلى أعنف مواجهة "غير عسكرية" بين بلدين يعيشان في قارة واحدة، ويتكلمان لغة واحدة، ويعبدان رب واحد.

لقد نجحت المبارة المرتقبة في حدوث شرخ عميق بين البلدين، ربما لم يكن بمقدور أي فتن دولية تحقيقه، فحتى لو حاول الساسة في البلدين إقناع العالم بأن المباراة لا تحمل أبعادا سياسية، لن يصدقهم أحد، فحالة الحشد الجماهيري التي تحدث بين الجانبين، لم تكن لتصل إلى المستوى الحالي من الخطورة، لولا إذكاء الساسة لها، ودعمهم لهذا الحشد، ربما ليس لأسباب وطنية، وإنما لمصالح خاصة تتعلق بالأوضاع السياسية والاقتصادية في البلدين، واللتين تعانيان من أزمات طاحنة، فمصر تسير "على نار هادئة" نحو الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي من المتوقع أن تكون الأشرس في تاريخ البلاد، لاسيما أنها تعتبر الاستعداد الأخير قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في عام 2011، بالإضافة إلى ما تعانيه البلاد من أزمات اقتصادية، أما الجزائر فقد خرجت من الانتخابات الرئاسية مؤخرا، دون أي مؤشرات على حدوث تغيرات حقيقية في النظام الحاكم، فقد فاز الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بالانتخابات، تماما كما كان متوقعا.

لم يعد هناك وجود حقيقي الآن لما كان يسمى يوما بـ"القومية العربية"، فقد أصبحت كرة القدم في حد ذاتها قومية قائمة بذاتها، تجعل شعارات البطولة مرتبطة فقط بها، بينما اختفى كل ما يتعلق بقيم "الأخوة" والعلاقات الطيبة والتعاون الإقليمي، فالقومية "الكروية" كانت أقوى من "التاريخ"، وهو التاريخ الذي كتبه "الدم" يوما، فربط البلدين في مقاومة الاستعمار الفرنسي في الستينيات من القرن الماضي، وهى الفترة التي شهدت أزهى عصور المد القومي العروبي.

ومع اختفاء الهدف الحقيقي الذي تسعى "كرة القدم" إلى تحقيقه، خلال المنافسة على الوصول إلى المونديال، ربما يكون من المهم للاتحاد الدولي لكرة القدم، أن يصدر قرارا فوريا بإلغاء المباراة الكرتقبة، التي يخشى الجميع أن تتحول إلى مباراة "دموية" بالمعنى الحقيقي للكلمة، بغض النظر عن النتيجة المنتظرة، فمشجعي المنتخبين المصري والجزائري، والذين يمكن تقديرهم بالملايين، وليس الآلاف المتوقع لهم حضور المباراة، يمكن أن يحولوا اللقا المرتقب إلى "مذبحة"، بفعل حالة الحشد الجماهيري الغير إنسانية، التي تم تدشينها قبل المباراة، وربما تأتي هذه "المذبحة" المحتملة رغم الاستعدادات الأمنية الضخمة، التي اتخذتها أجهزة الأمن المصرية، وهو ما سيطول العلاقات بين البلدين بالتبعية، بفتنة سياسية كبرى، ربما تكون أشد وطأة من الفتنة الكروية.

والحمــــــــــد لله كسبنـــــاهم اولا
و
هنسحقهـــــــــــــم ثــا نيـــا

تسلم ايدك يا نهى
والحمد لله

اكثر من رائع يا نهى تسلم ايدك بجد

لماذا لا يلغي "الفيفا" مباراة مصر والجزائر ليستريح العرب؟ 849813

لماذا لا يلغي "الفيفا" مباراة مصر والجزائر ليستريح العرب؟ 26303

نورتونى ياقمرات

» صحف الجزائر : "الفيفا" غير قوانينه مرتين بسبب "الخضر" وشاوشي إنتصر
» الفيفا يحيل أحداث مباراتي مصر والجزائر للجنة الانضباط
» الفيفا يتشاور فى اتخاذ إجراءات " تأديبيه " ضد الاتحاد المصري لكرة القدم( شاهد )
» تشارليز ثيرون تربك الفيفا بعد مزحة حول مشاركة "أيرلندا"
» الفيفا يحقق في "أحداث القاهرة" منتصف أبريل