وجهة نظر: بطاقة مونديالية عربية وحيدة لكنها ملوثة بالدماء

- عشنا هذا الأسبوع نمني النفس بأن ينجح المنتخب التونسي وشقيقه البحريني في حجز بطاقتين كانتا في متناول اليد لتكرار إنجاز مونديالي 86 ، 89 بأن يكون للعرب ثلاثة منتخبات في العرس العالمي ، لكن أحلامنا تبخرت بعدما خطفت نيجيريا البطاقة من تونس ، وضاعت بطاقة البحرين في نيوزلندا .

- ولم يعد متبقيا لنا سوى بطاقة واحدة تتصارع عليها مصر والجزائر ، وستحسم يوم غد في مباراة فاصلة تقام على ستاد المريخ بالعاصمة السوادنية الخرطوم ، وللأسف تلوثت هذه البطاقة بدماء الشعبين كنتيجة طبيعية للتناول الإعلامي الخاطي للمباراة وتصويرها على أنها معركة حربية .

- وللأسف اضطرتنا الظروف أن نبتعد عن التقييم الفني للمباراة ، لنتابع مشهدا إعلاميا عبثيا لا يقدر عواقب الأمور ، ولا ينظر لمصلحة الشعوب ، ولا يدرك المعنى الحقيقي للرياضة ، وكان المشهد عقب المباراة مأساويا بكل معني الكلمة في الطرح الإعلامي خاصة من الجانب الجزائري ، فكلمات مثل خسرنا معركة ولم نخسر الحرب ، اعتذاءات وحشية على الجزائريين ، والأمن المصري يحتجز المئات من المشجعين ، ووقوع 18 قتيل من أنصار المنتخب الجزائري ، كلها عناوين كانت كفيلة بإشعال النيران داخل وخارج الجزائر فتمت مهاجمة وتخريب المشاريع المصرية بالعاصمة الجزائرية مثل مكتب مصر للطيران ومقار شركة المقاولون العرب وأوراسكوم تيليكوم ، إضافة لما قرأناه من أعمال شغب بالعاصمة الفرنسية .

- ولا أدري أي عقل كان يسيطر على من كتب هذه الكلمات غير مدرك للكارثة جراء هذه الكلمات ، حتى وصل الأمر أن يخرج السفير الجزائري بالقاهرة لنفي خبر مقتل أي مشجع ، في محاولة منه لنزع فتيل الأزمة لكن بعد فوات الأوان ، فقد صب صحفي أحمق النار على الزيت ، ولم نعد نعلم إلى أين ستصل الأمور ؟

- وطبعا أنا لا ألقى اللوم على المشجعين ، فالمناوشات نشاهدها في المدرجات والإصابات تحدث أيضا ، لكن الأمر لا يتم تناوله إعلاميا بهذا الشكل السافر ، ولا يخرج عن كونه انفعالات كروية تنتهي بانتهاء اللقاء ، لكن المؤسف أن تتسابق الصحف ووسائل الإعلام الأخرى إلى بث الكراهية في المنافس ، ونشر أكاذيب من شأنها تعريض أمن وسلامة دول وشعوب للخطر .

- لقد أصبحت البطاقة الوحيدة للعرب في مونديال 2010 ملوثة بالدماء ، وياليت الفيفا يلغي هذه البطاقة تماما حتى لا يتحول الأخوة إلى أعداء ، ومباراة كرة إلى معركة تسيل فيها الدماء ، وللأسف أصبحت لقاءات الأشقاء العرب في أي مسابقة كارثة علينا جميعا ، وأصبحت الحساسية بيننا مزمنة ولا شفاء لها ، فتحت جلودنا تنمو بكتيريا الكراهية ، تنتظر إشارة الخروج ، وتنتظر من ينشرها عبر وسائل إعلام لا أخلاق لها.

الورقة الأخيرة : أخشى أن تتحول مباراة مصر والجزائر غدا في السودان إلى كارثة ، وأخشى أن يصبح ملعب المريخ ميدانا لمعركة حقيقية بغض النظر عن الفريق الفائز ، وقلبي مع الجميع ، وخوفي على الجميع ، ولا أرى أن الوصول إلى كأس العالم يستحق كل هذه الدماء البريئة ، فاتقوا الله ياوسائل الإعلام في الجماهير

نورت يا ميدو

نورتى هالو

» وحيدة فى حبك
» وحيدة فى حبك
» شوقي غريب : ألف شكر لجماهيرنا الوفية ونجوم مصر قادرون علي حسم بطاقة التأهل
» البرازيل بجانب زائير والسعودية في أكبر 10 هزائم مونديالية
» وجهة نظر ...........