| تابع التوبة وقصص التائبين | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
لولا سكرتيرة المنتدي ومشرفة قسم المشاكل العاطفية واعرف حقك
عدد الرسائل : 20190 تاريخ الميلاد : 14/02/1988 العمر : 36 الحالة : بتمنى رضا الله Loisirs : احب الله ورسوله نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: تابع التوبة وقصص التائبين 17/12/2009, 09:59 | |
| قال أهل العلم:
"للتّوبةِ النصوح ثلاثةُ شروط
إن كانت بين العبدِ وربِّه
أحدُها: أن يقلِعَ عن المعصية والثاني: أن يندَمَ على فِعلها والثالث: أن يعزِمَ أن لا يعودَ إليها أبدًا
وإن كانت المعصيَةُ تتعلَّق بحقِّ آدميٍّ
فلا بدَّ أن يردَّ المالَ ونحوه ويستحلّه من الغيبة، وإذا عفَا الآدميّ عن حقِّه فأجرُه على الله.
واللهُ قد رغَّب في التوبةِ، وحثَّ عليها، ووعَد بقَبولها بِشروطِها،
فقال تعالى:
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه82(
وأخبر النبيّ بأنَّ جميعَ ساعاتِ اللّيل والنّهار وقتٌ لتوبةِ التائبين وزمَنٌ لِرجوع الأوّابين، عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه عن النبيِّ قال:
((إنَّ اللهَ تعالى يبسُط يدَه بالليل ليتوبَ مسيءُ النهار ويبسُط يدَه بالنهار ليتوب مسيءُ الليل حتى تطلعَ الشّمس مِن مغربها)) رواه مسلم(2)[2].
[2] الحديث أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (3551) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الأخفش: التوب جمع توبة، مثل عَزْمَة وعَزْم، وتاب إلى الله يتوب توباً ومتاباً: أناب ورجع عن المعصية إلى الطاعة
يتبع..... | |
|
| |
لولا سكرتيرة المنتدي ومشرفة قسم المشاكل العاطفية واعرف حقك
عدد الرسائل : 20190 تاريخ الميلاد : 14/02/1988 العمر : 36 الحالة : بتمنى رضا الله Loisirs : احب الله ورسوله نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: رد: تابع التوبة وقصص التائبين 17/12/2009, 09:59 | |
| التوبة لفظ يشترك فيه العبد والرب سبحانه وتعالى،
فإذا نُسِبَت إلى العبد فالمعنى:
أنه رجع إلى ربه عن المعصية،
وإذا وصف بها الرب تبارك وتعالى فالمعنى:
أنه رجع على عبده برحمته وفضله.
وأما عن اتصاف الله بأنه توّاب بصيغة المبالغة فالمراد بذلك المبالغة في الفعل وكثرة قبوله، أو أنه لكثرة من يتوب إليه تعالى أو أنه الملهم لعباده الكثيرين أن يتوبوا[4].
ويقول الحليمي في تفسير التواب:
'إنه العائد على عبده بفضل رحمته كلما رجع لطاعته وندم على معصيته، فلا يحبط عنه ما قدمه من خير ولا يحرمه ما وعد به الطائع من الإحسان.
وقال الخطابي:
'التواب: الذي يعود إلى القبول كلما عاد العبد إلى الذنب وتاب'[5].
وأما وصف العبد بأنه تواب
اي كثير الرجوع إلى الطاعة فإن الله تعالى يقول:
{إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوابِين وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهّرِينَ}
[البقرة:222].
يتبع.....
| |
|
| |
لولا سكرتيرة المنتدي ومشرفة قسم المشاكل العاطفية واعرف حقك
عدد الرسائل : 20190 تاريخ الميلاد : 14/02/1988 العمر : 36 الحالة : بتمنى رضا الله Loisirs : احب الله ورسوله نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: رد: تابع التوبة وقصص التائبين 17/12/2009, 10:00 | |
| العلاقة بين
الاستغفار والإنابة
والأوبة وبين التوبة:
أولاً:
علاقة الاستغفار بالتوبة:
جاء ذكر الاستغفار منفرداً عن التوبة، كما جاء مقترناً بها في مواضع كثيرة في الكتاب والسنة وسنسوق الشواهد على ذلك:
1- إفراد التوبة عن الاستغفار:يقول الله تبارك وتعالى:
{إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ} [البروج:10]،
ويقول عز وجل:
{وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَـٰلِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً}
[الفرقان:71]،
ويقول سبحانه:
{فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ}
[المائدة:39].
أما من السنة النبوية:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة))[30].
[30] أخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب التوبة (6309)
2- إفراد الاستغفار عن التوبة:
يقول سبحانه وتعالى:
{فَٱسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَٱسْتَغْفِرُوهُ} [فصلت:6]،
ويقول عز وجل:
{وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:33]،
ويقول سبحانه:
{فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً}
[نوح:10].
وأما من السنة:
فعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((سيد الاستغفار أن تقول:
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقناً بها فمات قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة))[31].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له))[32].
3- اقتران الاستغفار بالتوبة:
يقول الله تعالى:
{وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}
[هود:3]
، ويقول عز وجل:
{وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبّى رَحِيمٌ وَدُودٌ}
[هود:90]،
ويقول سبحانه:
{وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ}
[هود:52].
أما من السنة النبوية:
فعن أبي هريرة رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة))[33].
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال:
كانت تُعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم:
رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور[34].
يتبع.....
| |
|
| |
لولا سكرتيرة المنتدي ومشرفة قسم المشاكل العاطفية واعرف حقك
عدد الرسائل : 20190 تاريخ الميلاد : 14/02/1988 العمر : 36 الحالة : بتمنى رضا الله Loisirs : احب الله ورسوله نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: رد: تابع التوبة وقصص التائبين 17/12/2009, 10:01 | |
| أقوال العلماء في الفرق الاستغفار بين التوبة:
اولا :
إذا اقترن ذكر التوبة بالاستغفار فإن الاستغفار حينئذ هو طلب المغفرة بالدعاء،
والتوبة هي الندم على الخطيئة مع العزم على ترك المعاودة[35].
وقيل:
إن الاستغفار إذا اقترن بالتوبة فإنه يعني طلب وقاية شر ما مضى، والتوبة الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله،
وأيضاً فالاستغفار من باب إزالة الضرر،
والتوبة طلب جلب المنفعة،
فالمغفرة أن يقية شر الذنب،
والتوبة أن تحصل له بعدها الوقاية مما يحبه[36].
وإذا أفرد الاستغفار
أو أفردت التوبة
يكون معناهما واحدا،
قال ابن القيم:
'الاستغفار المفرد كالتوبة،
بل هو التوبة بعينها مع تضمنه طلب المغفرة من الله،
وهو محو الذنب وإزالة أثره ووقاية شره، لا كما يظنه بعض الناس أن المغفرة تعني الستر، فإن الله يستر على من يغفر له، ومن لا يغفر له ولكن الستر لازم مسماها أو جزؤه'[37].
يتبع......
| |
|
| |
لولا سكرتيرة المنتدي ومشرفة قسم المشاكل العاطفية واعرف حقك
عدد الرسائل : 20190 تاريخ الميلاد : 14/02/1988 العمر : 36 الحالة : بتمنى رضا الله Loisirs : احب الله ورسوله نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: رد: تابع التوبة وقصص التائبين 17/12/2009, 10:02 | |
| ثانياً:
علاقة الإنابة بالتوبة:
الإنابة كالتوبة في أنها تعني الرجوع،
يقول ابن منظور: 'الإنابة الرجوع إلى الله بالتوبة'[38].
لكن بعض العلماء كالراغب الأصفهاني وابن القيم والماوردي وابن منظور والجوهري يرون أن للإنابة معنىً زائداً عن التوبة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
'من نزل في التوبة وقام مقامها نزل في جميع منازل الإسلام فإن التوبة الكاملة متضمنة لها، وهي متدرجة فيها، فإذا استقرت قدمه في منزل التوبة نزل بعده منزل الإنابة'[39].
ثالثاً:
علاقة الأوبة بالتوبة:
الأوبة تفيد معنى الرجوع كالتوبة، يقول ابن منظور: 'الأوب: الرجوع، آب إلى الشيء رجع، يؤوب أوباً وإياباً وأوبة وأيبة'[40].
ويقول الزبيدي: 'الأوبة: الرجوع، وآب الشيء رجع، وأواب وتأوب وأيب كله: رجع)[41].
فإذاً مادة (أوب) تفيد الرجوع وهي أصل التوبة فالعلاقة بين الأوبة والتوبة واضحة في كونهما يفيدان الرجوع والخضوع.
| |
|
| |
لولا سكرتيرة المنتدي ومشرفة قسم المشاكل العاطفية واعرف حقك
عدد الرسائل : 20190 تاريخ الميلاد : 14/02/1988 العمر : 36 الحالة : بتمنى رضا الله Loisirs : احب الله ورسوله نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: رد: تابع التوبة وقصص التائبين 17/12/2009, 10:03 | |
| شروط التوبه وزمن وقبولها
شروط قبول التوبة:
فباب التوبة مفتوح على مصراعيه دائماً لكل من أراد الدخول فيه بعد أن استيقظ قلبه وقويت عزيمته على هجر المعاصي والذنوب.
قال سيد قطب: 'باب التوبة دائماً مفتوح يدخل منه كل من استيقظ ضميره وأراد العودة والمآب، لا يصد عنه قاصد ولا يغلق في وجه لاجئ، أياً كان وأياً ما ارتكب من الآثام'[15].
وعلى ضوء ما ذكر في تعريف التوبة يمكن أن نقسم شروط قبول
التوبة إلى قسمين:
الأول:
شروط تتعلق بترك الذنب.
الثاني: شروط تتعلق بزمن قبول التوبة.
أولاً: الشروط التي تتعلق بترك الذنب:
الشرط الأول: الإسلام:
التوبة لا تصح إلا من مسلم، أما الكافر فإن توبته تعني دخوله الإسلام، قال القرطبي: 'اعلم أن التوبة إما من الكفر وإما من الذنب، فتوبة الكافر مقبولة قطعاً، وتوبة العاصي مقبولة بالوعد الصادق'[16].
قال الله عز وجل: {وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيّئَـٰتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنّى تُبْتُ ٱلآنَ وَلاَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [النساء:18].
والمراد من الآية نفي وقوع التوبة الصحيحة من المشركين، وأنه ليس من شأنها أن تكون لهم فقوله:
{وَلاَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} أي: لا توبة لأولئك ولا لهؤلاء[17].
وقال الله عز وجل:
{إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً بَعِيداً}
[النساء:116].
قال سيد قطب: 'ولا غفران لذنب الشرك متى مات صاحبه عليه.. بينما باب التوبة مفتوح لكل ذنب سواه عندما يشاء الله، والسبب في تعظيم جريمة الشرك وخروجها من دائرة المغفرة أن من يشرك بالله يخرج عن حدود الخير والصلاح تماماً، وتفسد كل فطرته بحيث لا تصلح أبداً'[18].
وقال سبحانه وتعالى: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي ٱلدّينِ وَنُفَصّلُ ٱلآيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [التوبة:11].
الشرط الثاني: الإخلاص:
إن التائب من المعاصي لا تصح توبته إلا بالإخلاص، فمن ترك ذنباً من الذنوب لغير الله تعالى، كالخوف من الفضيحة أو تعيير الناس له أو عَجَزَ
عن اقترافه أو خاف من فوات مصحلة أو منفعة
قد تضيع بالاستمرار على تلك المعصية.
مثال ذلك من تاب عن أخذ الرشوة لا خوفاً من الله واللعن، ولكن لتوليه منصباً اجتماعياً لا يسمح له بأخذها، فإن توبته وتوبة من تقدم تكون مردودة باتفاق أهل العلم[19].
وقال الله تعالى:
{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا} [الكهف:110].
يقول الشنقيطي في قوله: {وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا}: 'أعم من الرياء وغيره، أي: لا يعبد ربه رياء وسمعة ولا يصرف شيئاً من حقوق خالقه لأحد من خلقه لأن الله يقول:
{إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} [النساء:48]
إلى غير ذلك من الآيات، ويفهم من مفهوم مخالفة الآية الكريمة أن الذي يشرك أحداً بعبادة ربه، ولا يعمل صالحاً أنه لا يرجو لقاء ربه، والذي لا يرجو لقاء ربه لا خير له عند الله'[20].
والتوبة من الأعمال الصالحة التي يجب فيها الإخلاص حتى تقبل عند الله عز وجل كسائر العبادات والقربات. والآيات والأحاديث في ذلك معروفة مشهورة.
الشرط الثالث: الاعتراف بالذنب:
إن التوبة لا تكون إلا عند ذنب، وهذا يعني علم التائب ومعرفته لذنوبه، وجهل التائب بذنوبه ينافي الهدى؛ لذلك لا تصح توبته إلا بعد معرفته للذنب والاعتراف به وطلبه التخلص من ضرره وعواقبه الوخيمة.
والدليل من السنة
قوله عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها في قصة الإفك: ((أما بعد، يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه))[21].
قال ابن القيم: 'إن الهداية التامة إلى الصراط المستقيم لا تكون مع الجهل بالذنوب، ولا مع الإصرار عليها، فإن الأول جهل ينافي معرفة الهدى، والثاني: غي ينافي قصده وإرادته، فلذلك لا تصح التوبة إلا من بعد معرفة الذنب والاعتراف به وطلب التخلص من سوء عاقبته أولاً وآخراً'[22].
الشرط الرابع: الإقلاع عن الذنب:
الإقلاع عن الذنب شرط أساسي للتوبة المقبولة، فالذي يرجع إلى الله وهو مقيم على الذنب لا يعد تائباً،
وفي قوله تعالى {وتوبوا} إشارة إلى معنى الإقلاع عن المعصية؛ لأن النفس المتعلقة بالمعصية قلما تخلص في إقبالها على عمل الخير؛ لذلك كان على التائب أن يجاهد نفسه فيقتلع جذور المعاصي من قلبه، حتى تصبح نفسه قوية على الخير مقبلة عليه نافرة عن الشر متغلبة عليه بإذن الله[23].
الشرط الخامس: الندم:
الندم ركن من أركان التوبة لا تتم إلا به، وهو في اللغة: التحسر من تغير رأي في أمر فائت[24].
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيمة الندم فقال: ((الندم توبة))[25].
ومعنى أنه توبة: أي عم دة أركان التوبة كقوله عليه السلام: ((الحج عرفة)).
الشرط السادس: العزم على التوبة:
العزم مترتب على الندم، وهو يعني الإصرار على عدم العود إلى الذنوب ثانية، والعزم في اللغة: عقد القلب على إمضاء الأمر[26].
ويقول عز وجل حاكياً عن أبينا آدم عليه السلام: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ ءادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [طه:115]،
أي: لم نجد له صبرا وعزيمة، حيث لم يحترز عن الغفلة من وساوس الشيطان، وهذه الآية تشير إلى أن المؤمن لا بد وأن تكون عنده عزيمة قوية وإرادة فعالة. والتائب أكثر الناس حاجة إلى العزيمة والإرادة القوية حتى يمكن من السيطرة على شهواته ورغباته، فيقف أمامها وقفة صمود وقوة، تجعله لا يعاود الذنوب ثانية، فتكون توبته صحيحة مقبولة[27].
الشرط السابع: رد المظالم إلى أهلها:
ومن شروط التوبة التي لا تتم إلا بها رد المظالم إلى أهلها، وهذه المظالم إما أن تتعلق بأمور مادية، أو بأمور غير مادية، فإن كانت المظالم مادية كاغتصاب المال فيجب على التائب أن يردها إلى أصحابها إن كانت موجودة، أو أن يتحللها منهم، وإن كانت المظالم غير مادية فيجب على التائب أن يطلب من المظلوم العفو عن ظلامته وأن يعمل على إرضائه،
وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه))[28].
قال ابن حجر: 'فوجه الحديث عندي ـ والله أعلم ـ أنه يعطى خصماء المؤمن المسيء من أجر حسناته ما يوازي عقوبة سيئاته، فإن فنيت حسناته أخذ من خطايا خصومه فطرحت عليه، ثم يعذب إن لم يعف عنه، فإذا انتهت عقوبة تلك الخطايا أدخل الجنة بما كتب له من الخلود فيها بإيمانه ولا يعطى خصماؤه ما زاد من أجر حسناته على ما قابل من عقوبة سيئاته، يعني من المضاعفة؛ لأن ذلك من فضل الله يختص به من وافي يوم القيامة مؤمناً والله أعلم'[29].
يتبع.... | |
|
| |
لولا سكرتيرة المنتدي ومشرفة قسم المشاكل العاطفية واعرف حقك
عدد الرسائل : 20190 تاريخ الميلاد : 14/02/1988 العمر : 36 الحالة : بتمنى رضا الله Loisirs : احب الله ورسوله نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: رد: تابع التوبة وقصص التائبين 17/12/2009, 10:06 | |
| ثانياً: الشروط التي تتعلق بزمن قبول التوبة وهي شرطان:
الشرط الأول: أن تقع التوبة قبل الغرغرة:
********************* ***********
وقد أشارت إليه آيتان من سورة النساء فقال سبحانه:
{إِنَّمَا ٱلتَّوْبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسُّوء بِجَهَـٰلَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيّئَـٰتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنّى تُبْتُ ٱلآنَ وَلاَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}
[النساء:17-18].
قال القرطبي: 'نفى سبحانه أن يدخل في حكم التائبين من حضره الموت وصار في حين اليأس كما كان فرعون حين صار في غمرة الماء والغرق فلم ينفعه ما أظهر من الإيمان؛ لأن التوبة في ذلك الوقت لا تنفع؛ لأنها حال زوال التكليف'[30].
وإلى هذا يشير الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))[31].
[31] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب: في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله (3537)، وأخرجه ابن ماجة في سننه في كتاب الزهد باب: ذكر التوبة (4253). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1903).
يقول المباركفوري: 'أي: ما لم تبلغ الروح إلى الحلقوم يعني ما لم يتيقن الموت فإن التوبة بعد التيقن بالموت لم يعتد بها'[32].
الشرط الثاني:
أن تقع التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها:
******************************
قال الله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءايَـٰتِ رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ} [الأنعام:158].
يقول الألوسي: 'والحق أن المراد بهذا البعض الذي لا ينفع الإيمان عنده طلوعُ الشمس من مغربها'[33].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون)) فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ثم قرأ الآية[34].
[34] أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن باب: لا ينفع نفساً إيمانها (4636) واللفظ له، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب: بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (157).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ومن تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه))[35].
[35] 5أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب: استحباب الاستغفار والاستكثار منه (2703).
وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها))[36]. [36] أخرجه مسلم في كتاب التوبة باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب (279).
ويعلل القرطبي نقلاً عن جماعة من العلماء عدم قبول الله إيمان من لم يؤمن وتوبة من لم يتب بعد طلوع الشمس فيقول: 'وإنما لا ينفع نفساً إيمانها عند طلوعها من مغربها لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس، وتفتر كل قوة من قوى البدن، فيصير الناس كلهم ـ لإيقانهم بدنو القيامة ـ في حال من حضره الموت في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم وبطلانها من أبدانهم، فمن تاب في مثل هذه الحال لم تقبل توبته كمثانياً: الشروط التي تتعلق بزمن قبول التوبة وهي شرطان:
الشرط الأول: أن تقع التوبة قبل الغرغرة:
********************* ***********
وقد أشارت إليه آيتان من سورة النساء فقال سبحانه:
{إِنَّمَا ٱلتَّوْبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسُّوء بِجَهَـٰلَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيّئَـٰتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنّى تُبْتُ ٱلآنَ وَلاَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}
[النساء:17-18].
قال القرطبي: 'نفى سبحانه أن يدخل في حكم التائبين من حضره الموت وصار في حين اليأس كما كان فرعون حين صار في غمرة الماء والغرق فلم ينفعه ما أظهر من الإيمان؛ لأن التوبة في ذلك الوقت لا تنفع؛ لأنها حال زوال التكليف'[30].
وإلى هذا يشير الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))[31].
[31] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب: في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله (3537)، وأخرجه ابن ماجة في سننه في كتاب الزهد باب: ذكر التوبة (4253). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1903).
يقول المباركفوري: 'أي: ما لم تبلغ الروح إلى الحلقوم يعني ما لم يتيقن الموت فإن التوبة بعد التيقن بالموت لم يعتد بها'[32].
الشرط الثاني:
أن تقع التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها:
******************************
قال الله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءايَـٰتِ رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ} [الأنعام:158].
يقول الألوسي: 'والحق أن المراد بهذا البعض الذي لا ينفع الإيمان عنده طلوعُ الشمس من مغربها'[33].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون)) فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ثم قرأ الآية[34].
[34] أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن باب: لا ينفع نفساً إيمانها (4636) واللفظ له، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب: بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (157).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ومن تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه))[35].
[35] 5أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب: استحباب الاستغفار والاستكثار منه (2703).
وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها))[36]. [36] أخرجه مسلم في كتاب التوبة باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب (279).
ويعلل القرطبي نقلاً عن جماعة من العلماء عدم قبول الله إيمان من لم يؤمن وتوبة من لم يتب بعد طلوع الشمس فيقول: 'وإنما لا ينفع نفساً إيمانها عند طلوعها من مغربها لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس، وتفتر كل قوة من قوى البدن، فيصير الناس كلهم ـ لإيقانهم بدنو القيامة ـ في حال من حضره الموت في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم وبطلانها من أبدانهم، فمن تاب في مثل هذه الحال لم تقبل توبته كما لا تقبل توبة من حضره الموت'[37]. ا لا تقبل توبة من حضره الموت'[37].
| |
|
| |
جوجو عضوة في الادارة ومـشـرفه قسم الاحزان وقسم التعارفــــ ,والفائزه فى مسابقه اجمل تصميم فستان خطوبه
عدد الرسائل : 14924 تاريخ الميلاد : 27/01/1990 العمر : 34 الحالة : نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه، ومحركي الفتن فيه وجلاديه". Loisirs : أَحْلاَمُنَا فِي الأٌفُقِ حَائِرَة .. تُفَتِشُ عَنْ مَكَان .. جَثَت السِنِين تَنَامُ بَيْنَ ضُلُوعِنَا ... لِأشُمَّ رَائِحَة شَيء مَاتَ فِي قَلْبِي ... وَ تَسْقُطُ دَمْعَتَان ! فَالعِطْر عُطرك وَ المَكَان هُوَ المَكَان ! لَكِن ! شَيء تَكَسَر بَيْنَنَا ! لاَ أَنْت أَنْت وَلاَ الزَمَان هُوَ الزَمَان .. نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 10/04/2009
| موضوع: رد: تابع التوبة وقصص التائبين 17/12/2009, 17:29 | |
| | |
|
| |
mido real love عضو في الادارة ومشرف مميز لمنتدى الافـــــــــــلام واهلاوى متعــــــــــصب جداااا
عدد الرسائل : 19575 تاريخ الميلاد : 25/09/1989 العمر : 35 الحالة : LoNlEy4EvEr Loisirs : you always steel in my heart نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 25/07/2009
| موضوع: رد: تابع التوبة وقصص التائبين 18/12/2009, 00:13 | |
| | |
|
| |
لولا سكرتيرة المنتدي ومشرفة قسم المشاكل العاطفية واعرف حقك
عدد الرسائل : 20190 تاريخ الميلاد : 14/02/1988 العمر : 36 الحالة : بتمنى رضا الله Loisirs : احب الله ورسوله نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: رد: تابع التوبة وقصص التائبين 18/12/2009, 10:04 | |
| | |
|
| |
لولا سكرتيرة المنتدي ومشرفة قسم المشاكل العاطفية واعرف حقك
عدد الرسائل : 20190 تاريخ الميلاد : 14/02/1988 العمر : 36 الحالة : بتمنى رضا الله Loisirs : احب الله ورسوله نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: رد: تابع التوبة وقصص التائبين 18/12/2009, 10:04 | |
| | |
|
| |
| تابع التوبة وقصص التائبين | |
|