وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط
القاهرة- اعربت مصر عن استغرابها للموقف الاوروبي خلال مداولات الوكالة
الدولية للطاقة الذرية من الاقتراح المصري لتشديد مراقبة الوكالة على دول
في الشرق الاوسط .وكانت دول الاتحاد الاوروبي قد امتنعت عن التصويت
على بنود اقترحت مصر ادخالها في مشروع قرار طرح على الوكالة الدولية وفسرت
وكأنها موجهة ضد اسرائيل دون ذكر اسمها .وجاء الاستغراب المصري ،
وبحسب ما ذكرت اذاعة اسرائيل باللغة العربية مساء الاحد، في رسالة بعث بها
وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الى الاتحاد الاوروبي طلب فيها من
الاتحاد استيضاح موقفه بهذا الصدد .وتعتبر إسرائيل بشكل عام الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك السلاح النووي.وقد
أيدت 53 دولة فقط الاقتراح المصري في حين امتنعت 47 دولة بينها 25 دولة من
أعضاء الاتحاد الأوروبي عن التصويت وعارضته الولايات المتحدة وإسرائيل كما
كانتا تفعلان في السابق.واشتكى دبلوماسيون أوروبيون من أن مصر عرضت
التغييرات في صياغة مشروع القرار في اللحظة الأخيرة من دون أن تعطيهم وقتا
كافيا لمناقشته.وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة الأنباء الفرنسية
طالبا عدم الكشف عن هويته: "المصريون أرادوا استخدام لغة تستخدم عادة في
الأمم المتحدة في نيويورك لكن ليس هنا في فيينا".وأضاف الدبلوماسي قائلا: "الإطار هنا مختلف، إطار نيويورك سياسي في حين أن الإطار في فيينا تقني أكثر".وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في رسالته إلى دول الاتحاد الأوروبي إن القاهرة تجهل الأسباب التي أدت إلى اتخاذ قرار.وتعتبر
مصر ومعها الكثير من الدول الإسلامية أن إسرائيل تشكل التهديد النووي
الرئيسي في المنطقة، في المقابل ترى الدول الغربية أن إيران هي التي تشكل
أكبر تهديد للسلام في الشرق الأوسط.وتتهم الولايات المتحدة طهران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية تحت غطاء برنامج نووي سلمي.وقال
راديو سوا الامريكي نقلا عن مصادر دبلوماسية في فيينا إن المسألة لا تشكل
مصدر توتر فعلي بين أوروبا والقاهرة موضحا "أن مصر شريك مهم ومحترم للغاية
للاتحاد الأوروبي لا سيما في هذا المجال".وقال دبلوماسي آخر إنه
يجب ألا ينظر إلى الرسالة على أنها احتجاج من أي نوع من قبل مصر، في حين
شدد دبلوماسيون أوروبيون على أن التوافق يمكن أن يحصل مجددا في حال وافقت
القاهرة على إسقاط المقاطع المثيرة للجدل.وأوضح دبلوماسي أوروبي أن "الدول كان لديها أسباب واضحة للامتناع".وقال آخر "الاتحاد الأوروبي يريد العودة إلى الموقف الذي اعتمد قبل سنتين عندما اعتمد هذا القرار بالتوافق".وقال
دبلوماسيون، بما أن الاتحاد الأوروبي لم يتحرك بشكل جماعي خلال عملية
التصويت، إذ صوتت ايرلندا لصالح القرار في حين غاب الوفد النمساوي عن
الجلسة، فإنه لن يقدم رد مشترك على رسالة مصر من قبل الاتحاد الأوروبي، بل
ستترك لكل دولة حرية الرد على الرسالة.ويتوقع أن يعرض القرار مجددا
خلال الاجتماع السنوي المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يعقد
خلال الفترة من 29 سبتمبر إلى 3 أكتوبر عام 2008.