محمد حسان: لا عاصم من الفتن إلا الإيمان بالله واليوم الآخر

أحداث النهاية" سلسلة منهجية يقدمها الشيخ محمد حسان على قناة الناس الفضائية يجمع فيها بين التأصيل العلمى والأسلوب الدعوى يتناول خلالها الحديث عن الآخرة وعلاماتها ، ليس هروباً من الواقع ولكن بهدف تصحيح الواقع حيث أصبحنا نعيش عصراً طغت فيه الشهوات وانشغل الناس بما هو آت ونرى الإنسان يفعل بأخيه ما تستحى الوحوش أن تفعله ببعضها وكأن الحياة تنتهى بالموت ، ونسينا أن بعد الموت بعث وبعد البعث حشر وبعد ذلك صراط وبعد ذلك جنة أو نار حسبما يؤكد الشيخ .

بدأ الشيخ حسان الحلقة قائلاً:

نحن فى هذه الحلقة على موعد مع العلامات الصغرى التي وقعت ولا زالت، والليلة سأستعرض الفتن والملاحم، التي أخبر عنها الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى والتي لا يعرفها كثير من أبناء الأمة الآن.

أول هذه العلامات ظهور الفتن التى أخبر النبي عن وقوعها، فوقعت ولما تنقض بعد، ولا زلنا نرى من هذه الفتن في كل يوم أنواعاً وأشكالا، وقد أخبر النبي أن من شروط الساعة ظهور الفتن العظيمة، التي يلتبس فيها الحق بالباطل فتزلزل هذه الفتن الإيمان في القلوب، حتى يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، كلما ظهرت فتنة من الفتن قال المؤمن: هذه مهلكتي، هذه الفتنة مهلكتي، ثم تنكشف فيظهر غير هذه الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف فتظهر فتنة أخرى، وهكذا لا تزال الفتن تظهر إلى قيام الساعة كما أخبر الصادق.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم" أي تقدموا بالأعمال الصالحة بين يدي الفتن التي ستكون كقطع الليل المظلم .ها نحن الآن نرى مصداق كلام النبي فكم من أناس يبيعون دينهم، بعرض من الدنيا حقير، من أجل كرسي في مجلس الشعب، أو كرسي في منصب من المناصب ربما لا يتورع الرجل أن يكذب، وأن ينافق للوصول لهذه الغاية فإذا ما وصل إلى الغاية التي أراد تنكر لكل وعوده التى وعد الناس بها .

ولذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الدنيا كما في الصحيحين من حديث عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أنه قال : " والله ما الفقر أخشى عليكم والله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم".

وفي الحديث الذي رواه البخاري من حديث أم سلمة زوج النبي رضوان الله عليها قالت : استيقظ رسول الله ليلة فزعاً وهو يقول :"سبحان الله سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن ؟ وماذا أنزل الله من الفتن ؟ من يوقظ صواحب الحجيرات ؟لكي يصلين فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة" (الحجيرات) زوجات النبي الطاهرات .

استيقظ النبي وهو يقول: "سبحان الله ماذا أنزل الله من الفتن" رأى النبي في هذه الليلة الفتن الكثيرة التي وصفها كأنها كقطع الليل الأسود ، المظلم لذا فهو يأمر أو يريد أن يوقظ نساءه – رضوان الله عليهن– ليصلين لله جل وعلا ثم قال: "رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة" .

وقد فسر الحافظ ابن حجر هذه الكلمة الأخيرة "رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة" فقال :أي تلبس لباساً ضيقاً أوشفافة، تظهر هذه الثياب عورتها فيظهر الله جل وعلا عورتها في الآخرة، جزاءً وفاقاً لإظهارها لعورتها في الدنيا.

وفى الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة انه صلى الله عليه وسلم قال: "صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد : رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس" واليوم نرى السياط التي تصنع من أذيال البقر وأذناب البقر ليلهب بها الظالمون والطغاة ظهور كثير من الناس من المؤمنين في السجون هنا وهنالك ونساء كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.

وواصل الشيخ حسان حديثه عن الفتن موضحاً أننا نعيش عصراً تملؤه الفتن وأن الرسول عبر عن ذلك كأنه صلى الله عليه وسلم يتحدث عن العالم الذى نعيش فيه الآن حيث قال عليه الصلاة والسلام: "وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء ،وأمور تنكرونها ، وتجيء الفتنة فيرقق بعضها بعضا".

ويوضح الشيخ معنى الحديث قائلاً: "فيرقق بعضها بعضا" معنى ذلك أنه قد تقع الفتنة العظيمة التى تخلع القلوب وتصيب المؤمن بالذهول، فسرعان ما تقع فتنة أخرى أعصف، فتنسي الفتنة الثانية الفتنة الأولى، فينظر المسلم إلى الفتنة الجديدة، إلى هولها وفظاعتها فيرى أن الفتنة الأولى التى سبقت ما هي إلا بسيطة ورقيقة مقارنة بالفتنة الجديدة.

يقول الله – جل وعلا_ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } أي في ظل هذه الفتن يجب عليك أن تجدد الإيمان بالله وباليوم الآخر وأن تتعوذ بالله من شر هذه الفتن ما ظهر منها وما بطن .

وأشار الشيخ حسان فى حديثه الى أن معظم الفتن التي بين النبي صلى الله عليه وسلم وقوعها ، ذكر أنها ستقع في المشرق أو ستخرج من المشرق فقال عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديث ابن عمر ورواه البخاري أيضاً :"ألا إن الفتنة ها هنا ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان" ، وأشار النبى إلى جهة المشرق.

ثم قال الشيخ حسان: قال ابن حجر ان أول الفتن كان منبعها من قبِل المشرق "أول الفتن كان منبعها من المشرق، فكان ذلك سبباً لفرقة المسلمين وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع، نشأت من تلك الجهة".

وسرد الشيخ حسان بعض الفتن التى ظهرت من المشرق وقال:

فمن العراق ظهر الخوارج والشيعة والروافض، وظهرت الباطنية والقدرية، كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، هذه فتنة عاصفة والقدرية والمعتزلة، الفتنة العاصفة التي ابتلي فيها الأئمة ، كانت في العراق، وأكثر مقالات الكفر كان منشؤها من المشرق من جهة الشرق يعني من جهة الفرس، من جهة الصين، من جهة روسيا هذا هو المشرق.

وأيضا ظهر التتار في القرن السابع الهجري من قبل المشرق ،وإلى يومنا هذا لا يزال المشرق منبع كل فتنة لنعلم أن النبي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فالشيوعية الملحد في المشرق والصين ، الشيوعية التي تهدد الأرض في المشرق والفاتيكان وكل فرق الضلال وكل فرق الكفر التى لازالت إلى يومنا هذا من قبل المشرق وتخرج ابتداء من المشرق كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

ونؤكد أنه لا عاصم أبدا من هذه الفتن إلا الإيمان بالله جل وعلا وباليوم الآخر ولزوم جماعة المسلمين من أهل السنة ، ولو كانوا قلة والابتعاد عن الفتن والتعوذ منها ، كما قال النبي – عليه الصلاة والسلام: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن تعوذا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن".

وهنا سرد الشيخ حسان للفتنة التى حدثت بين على بن ابى طالب ومعاوية كمثال لضرورة التعوذ من وقوع الفتن حيث قال :

عن زيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة عن أبي الرباب وصاحب له أنهما سمعا أبا ذر رضي الله عنه يدعو الله ويتعوذ في صلاة صلاها فأطال قيامها وأطال ركوعها فلما أنهى أبو ذر الصلاة قال : فسألناه مم تعوذت ؟ وفيم دعوت ؟ فقال : تعوذت بالله من يوم البلاء ويوم العورة أن يدركني ، قلنا : وما ذاك ؟ ما يوم البلاء وما يوم العورة ؟ فقال أبو ذر : أما يوم البلاء فتلتقي فئتان مسلمتان ، أو فئتان من المسلمين فيقتل بعضهم بعضا .

وقد حدثت الفتنة بينهما بالفعل بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ، وعن جميع أصحاب النبي ، فهى فتنة بكل المقاييس فئتان من المسلمين يقتل بعضهم بعضاً .

فأبو ذر يقول : يوم البلاء فئتان من المسلمين ، يقتل بعضهم بعضا ، وأما يوم العورة فإن نساء من المسلمات يسبين فيكشف عن سوقهن ، فأيتهن كانت أعظم ساقا اشتريت على عظم ساقها فدعوت الله ألا يدركني هذا الزمان.

واضاف الشيخ حسان: لقد وقع ما خشيه أبو ذر من يوم العورة ، فلقد كشفت الآن عورات المسلمات، فأنتم ترون المسلمات قد انطلقن في الشوارع هائمات، وقد كشفت المرأة التي تنتمي إلى الإسلام عن صدرها وعن شعرها، وعن ساقيها كشفت عن فتنتها ، كلنا نسمع عن حفلات اختيار ملكات جمال العالم ، ألم تختر ملكة جمال العالم بمثل هذه المواصفات التي ذكر؟ ينظر إلى كل تفاصيل جسدها ثم تقدم من تنال النصيب الأوفر من هذه المواصفات، وكذلك في حفلات عروض الأزياء.

نحن نعيش أيام العورة على حقيقتها كما قال أبو ذر – رضي الله عنه وأرضاه – فإننا نرى عورات المسلمات بل نرى عورات المسلمات المغلظة ، نرى العورات المغلظة على الشواطىء العارية

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم لا يدركني زمان أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العليم ولا يستحيون من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب"

وإن جل الأمة الآن لا يتبعون العلماء بل يتبعون السفهاء بل يتبعون الروبيضات الذين أخبر عنهم النبي كما في حديثه الصحيح "سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الروبيضة" وماهى الروبيضة يا رسول الله ؟ قال : " الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".

ولا أحد يتكلم فى عصرنا الآن إلا الروبيضة، فالأمة لا تتبع الآن العلماء بل تتبع السفهاء، وتكرمهم والله تكرم الأمة الآن من يجب أن يقام عليهم الحد .

بهذا الحديث النبوى ختم الشيخ حسان حديثه مشيراً إلى أنه سيواصل الحديث عن علامات الساعة الصغرى التى بدأه بالحديث عن الفتن وسيواصل الحديث أيضاً عن العلامات الأخرى

وشكرا لمرورك محمود

» مكتبة روعة لشيخ محمد حسان
» برنامج حقيقة التوحيد للشيخ/ محمد حسان
» حلقات برنامج احداث النهاية للشيخ محمد حسان
» كيف نستثمر رمضان للشيخ محمد حسان
» احداث النهايه للشيخ محمد حسان