الإسلام هو الوعاء الثقافي للعرب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإسلام هو الوعاء الثقافي للعرب

حين نتحدث عن الثقافة فإننا نعني بها الثقافة بمعناها الأشمل الذي يشمل الفكر والسلوك، بمعنى أنها ليست كتبا تقرأ، وعلما يدرس، بل هي قيم وتنشئة وتربية وسلوك. فمن ثقافة العرب اكرام الضيف، ومن ثقافة العرب الوفاء بالعهد والصدق في القول، والسخاء في العطاء، والترفع عن الصغائر، والشجاعة والكرم وحفظ العهود. ولو كانت الثقافة تعني مجرد لغة تدرس أو كتب تقرأ لأصبح المستشرقون عربا، ولكن الثقافة العربية هي مجموعة قيم وعادات وتقاليد وأخلاق تميز وتحدد سلوك المجتمع، وسلوك الفرد طوال لحظات حياته، أي منذ أن يستيقظ حتى منامه، حتى طريقة نومه واستيقاظه. فالثقافة تشمل كل سلوك الفرد والمجتمع لذلك فالعرب اليوم مشكلتهم الأولى هي مشكلة ثقافية، أي كيف يستعيد العرب ثقافتهم الاصلية التي أهلتهم في الماضي لأن يسودوا؟ فهم في حاجة ماسة إلى أن يقوموا بتصفية تراثهم وثقافتهم من كثير من الافكار الموروثة والدخيلة التي تعتبر أفكارا معوقة لانطلاقهم.
وحيث ان الاسلام هو الوعاء الثقافي للعرب، لذلك لابد ان يتجه المفكرون العرب إلى تجديد الفكر الاسلامي، وتنشيطه وتنقيته، ليعود كما كان ثقافة عالمية مبدعة. ولابد للمفكرين العرب ان يعوا ذلك، وان يدركوا ان الاسلام ليس حكرا على جماعات اسلامية، ربما يكون بعضها قد وجد فيه ملجأ لأزمات نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية. بل الاسلام هو قضية مستقبل هذه الامة العربية لأنه هو ثقافتهم وتاريخهم، وحصاد فكر الآباء والاجداد، وان الابتعاد عنه هو قطع لجذورنا التاريخية، وضياع لمستقبلنا، وان المهمة العظمى للعقل العربي اليوم هي التجديد الثقافي، أي تجديد الفكر الاسلامي.
الاسلام عدل وحق وحرية وسلام، سلام بين المرء ونفسه، وبينه وبين جاره وأهله، وكل من حوله، ويجب ألا يهمل الاسلام ممارسات التطبيق بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فابتداء من حكم أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - حتى اليوم يأخذ منهم ويرد، ويظل الحق والعدل هما الهدف الأسمى لكل مفكر يتصدى للإصلاح اليوم. بذلك ينشط العقل العربي، ويستعيد قدرته على الابداع.
ان العروبة هي لسان أي لغة وثقافة، وان من أراد للعروبة خيرا فعليه ان يعيد للغة العربية حضورها، وان يعيد للثقافة الاسلامية نقاءها وصفاءها. وان تجديد العقل العربي لا يتم إلا بتجديد ثقافتنا الاسلامية. فالإسلام بالنسبة للعرب ليس دينا للغالبية العظمى فحسب، بل هو هوية للأمة العربية كلها.
من هذا المنطلق لابد من الوحدة العربية، والتلاقي مع الآخر قبولا أو حوارا، سعيا الى الوصول الى النموذج والمثال في حركة الفكر أخذا وعطاء، وهذه هي الحضارة.
والأصل في الحضارة العربية بشهادة أهلها وغيرهم من المستشرقين المعتدلين أنها أخذت وأعطت، وتجادلت وتفاعلت منذ قبلت الترجمة منها أو إليها حتى كثر فيها دخيل اللغة، وتعددت فيها مشاركات علماء الدنيا من بخارى وسمرقند وخراسان وغيرها من شرق العالم الاسلامي، وغربه على السواء، رفضت التعصب العرقي، فكان المعيار عروبة الثقافة لا عروبة المولد، وإلا فأين نضع الجاحظ وسيبويه والبخاري والفارابي والرازي والخوارزمي والادريسي وغيرهم من شوامخ الفكر العلمي الاسلامي، ورواده الذين ملأوا الأرض علما وفكرا تحت مظلة الحضارة العربية. بصرف النظر عن أصولهم غير العربية؟ رفضت التعصب الديني، فلم تعرف حجرا على نصراني أو يهودي، بل كثرت المرويات حول استعانة خلفاء الدولة الاسلامية برجال من كل الديانات من دون تفريق أو طرد أو تمييز أو تحقير أو امتهان كرامة إذا تجاوزنا معاملة الموالي من عصر بني أمية بحكم تغليب المصالح السياسية العليا التي دفعت الأمويين الى التعصب لأمويتهم ضد بقية العناصر العربية، فكان للتعصب أن يمتد وقتئذ ليشمل غير العرب.
قبلت الحضارة الاسلامية الآخر برحابة وعمق وسماحة جعلتها انسانية بالمعنى المعمق لهذا الوصف.

:65f65fs:
بس ياريت تغيرى اللون ده
وجع عينتينى

حاضر يا جوجو
المره الجايه بقه

ميسى لوله على ردك

» ضوابط عمل المرأة في الإسلام
» شبهات حول الإسلام
» من صور تكريم الإسلام للمرأة
» كاريكاتور حقوق الإسلام
» القلق: كيف عالجه الإسلام؟