جف حبر القلم....وغاب نور القمر....
إنقطعت كل السبل....مابقي إلا الدمع فوق تلك الخدود....
تجري بلا حدود....
جاهلة كل القيود....
وقلب كله أنين....ووجه قد إكتسى حلية الأسى....
شكوت للنجم فقال....أنا راقص الليالي....
وما بهمك أبالي....
شكوت الشمس فقالت باستكبار....أنا محلي النهار....
أنا طريحة الأنوار....
الكون كله يدور....وأنا ثابتة لا أدور....
فقد رميت البذور....في الأرض البور....
وحان دورك الآن....فاشرب من كؤوس الحرمان....
وانسج من شعرك قصيدة الأحزان....
ولا تشكو إلا للرحمان....
فهمْ ذلك الإنسان....وشحن قلبه بالإيمان....
وسجد بخذلان لرب الأكوان....
فزاغ فجر الأمل....وحطت على قلبه الظلل....
وخرج إلى البور....فوجد الطيور....تشدو معه والبحور....
ليله كله نجوم....قتلت كل السموم....وحل عليه النهار....وأشرقت الأنوار....مع رب غفار....
وغنى على مسرح الأدوار....
إن حزنت للمدى ستسعد غدا....
فالليل مهما طال....سيأتي الصبح لا محال
والصبح إن بدى....فالظلمة في المسى....
وإن مع العسر يسرى