الحياء لا يأتى الا بالخير

موضوع: الحياء لا يأتى الا بالخير 22/1/2008, 23:20

الحياء خلق كريم يدل على طهارة النفس ويقظة الضمير ومراقبة الله عز وجل، وهو شعبة من شعب الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" - رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه·

عن زيد بن طلحة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء" - رواه مالك· وعن نظرة الإسلام إلى الحياء وأنواعه وأقسامه، تحدثنا إيمان إسماعيل، المديرة التنفيذية لجمعية المرأة الثقافية العالمية في دبي·

وتستهل حديثها موضحة أن الحياء هو سلوك فطري خاص بالإنسان، وهو تعبير عن الخوف من الظهور بمظاهر النقص، والكف عن كل ما يستقبحه العقل واستنكار كل ما لا يرضى به الخالق والمخلوق· والحياء من علو الهمة وعلو النفس فحب النفس للحياء حب للكمال، وحرص منها على أن تتصف بصفاته وأن تظهر بالمظاهر التي تدل عليه، وهو علامة صادقة على طبيعة الإنسان، حيث يكشف عن مدى إيمانه ومقدار أدبه·

عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الحياء لا يأتي إلاّ بخير" - متفق عليه· فهو يكف عن ارتكاب القبائح ويحث على التحلي بمكارم الأخلاق، وإن أكثر أفعال الخير والقول الحسن راجع إلى ما في النفس من الحياء، فالحياء خير كله ولا يأتي إلاّ بخير·

الحياء في الإسلام

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء" - رواه مالك· ونحن نجد خلق الحياء ظاهراً بوضوح في الإسلام، ابتداء من كونه من صفات الله عز وجل، ومن ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إن الله يستحي أن يعذب شيبة شابت في الإسلام"، وما رواه سلمان رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "إن الله حي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين" - رواه أبو داود والترمذي· وقد قال العلماء كون الله حيياً ستيراً، لأنه يستر عيوب عباده ويحب منهم أن يستروا عيوبهم·

كما ورد ذكر الحياء في القرآن الكريم في أكثر من موضع، ومن ذلك قوله تعالى في سورة القصص عن ابنتي شعيب: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}، كما ذكر الله تبارك وتعالى آيات ترمز إلى الحياء وتشير إليه بما فيها من تذكير للإنسان بأن الله تعالى مطلع عليه في كل أحواله، واستحضار ذلك فيه حث للمؤمن على تحري الحياء من الله تبارك وتعالى في كل وقت وكل حال، ومن ذلك قوله تعالى في (سورة الملك/ الآيتان 13 و14): {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِير}·

والحياء خلق الرسل والأنبياء، خصوصاً رسولنا (صلى الله عليه وسلم)، فقد كان عليه الصلاة والسلام شديد الحياء، وعن أبي سعيد الخدري قال: "كان النبي (صلى الله عليه وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه" - رواه البخاري ومسلم·

وقد اشتهر به الصحابة والصالحون، وكان سيدنا عثمان رضي الله عنه المثل الأعلى في هذا الخلق· عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أرحم الصالحين بأمتي أبوبكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان" - رواه الترمذي·

ونظراً إلى أهمية خلق الحياء في الإسلام فقد جعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع الإيمان قرينين، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الحياء والإيمان قرناء جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر" - رواه الحاكم· وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" - رواه البخاري ومسلم·

الحياء·· أقسام وأنواع

الحياء على قسمين: الأول ما كان خلقاً وجبلة غير مكتسب، وهو من أجل الأخلاق التي يمنحها الله للعبد ويجمله بها بالفطرة· عن الأشج قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إن فيك خصلتين يحبهما الله" قلت: وما هما؟ قال: "الحلم والحياء"· قلت: أقديماً كان أم حديثاً؟ قال: "بل قديماً" قلت الحمد الله الذي جعلني من خلقيتين يحبهما الله - رواه أحمد والنسائي وغيرهما·

القسم الثاني ما كان مكتسباً عن طريق معرفة الله ومعرفة عظمته وقربه جل وعلا من عباده واطلاعه عليهم وعلى خائنة الأعين وما تخفي الصدور·

والحياء على نوعين أيضاً الأول الحياء من الله عز وجل، والحياء من الناس· أما النوع الأول وهو استحياء الإنسان من ربه، فلا يعصيه ولا يقصر في طاعته وهذا الحياء أعلى أنواع الحياء· عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "استحيوا من الله حق الحياء"· قلنا: يا نبي الله، إنا لنستحي والحمد الله· قال: "ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ اللسان وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" - رواه الترمذي· وهذا الحياء هو الذي يعتري نفس المذنب فيخجل من ذنبه ويستحي من الله تعالى ويوقن أنه يراه· والذي يعرف من تعاليم دينه أنه لا يغيب عن الله أبداً، فينبغي أن يكون تهيبه لجلال الله أعظم، والمؤمن الذي يقول عنه الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: "ما أنصفني عبدي يدعوني فاستحي أن أرده، ويعصيني فلا يستحي مني"·

وهناك أيضاً الحياء من التقصير، حيث يفعل الإنسان خيراً ولكنه يراه دون ما ينبغي فيستحي من الله تعالى، وهذا دأب الصالحين مهما عملوا من أعمال خيرة يشعرون بأنهم مقصرون في حق الله·
ومنه أيضاً الحياء في الدعوة إلى الله تعالى فإن الداعي إلى الله تعالى يستحي من الله أن يدعو الناس لأمر وهو لا يفعله ويأمرهم بالمعروف وهو يعمل العكس، وقد قال تعالى معاتباً بني إسرائيل في (سورة البقرة/الآية 44): {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}· وقد أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام "عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس وإلاّ فاستحي مني أن تعظ الناس"·

فمن استحيا من الله تعالى حق الحياء ترك الشهوات وهجر المعاصي والذنوب، وعندها يستحق ما ورد في الأثر من أن الله يحفظه، قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث القدسي: "ابن آدم، إنك ما استحييت مني أنسيت الناس عيوبك وأنسيت الأرض ذنوبك ومحوت من الكتاب زلاتك، وإلاّ ناقشتك الحساب يوم القيامة"·

أما النوع الثاني من الحياء فهو الحياء من الناس، بألا يعمل المسلم عملاً يخالف الشرع ويؤذي الناس، ويكون بكف الأذى واتقاء القبح والإثم وكل ما يشين·

ومن ذلك الحياء في الكلام، وذلك بأن يقتصد المسلم في تحدثه بالمجالس حياء منه أن يتكلم بأمر يسيء إلى الآخرين من غيبة أو نميمة أو سخرية أو فحش· ومنه أيضاً الحياء في السمع وذلك بأن يحجب المسلم سمعه من أن يسمع ما يشين·

وأخيراً فلنعلم أن الحياء يتولد من علم العبد بأن الله تعالى ينظر إليه فيجتهد في ألا يُري الله من نفسه إلاّ خيراً، وهكذا يكون الحياء في الدنيا سلامة من كل نقص وفي الآخرة غنيمة من كل خير· جعلنا الله تعالى من أهل الحياء وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن·

جزاك الله كل خير
موضوع هايل هايل
دايما متألقة يا بندقة

تسلم ياجواد على ردودك الجميله ربنا يكرمك

موضوع جميييل اوي تسلمي يا بندقه

» صور من الحياء ..
» يأتى ع الناس زمان يصلون وكانهم لا يصلون