قالوا فى الحب

يرى الشاعر "ت.س.إليوت"، أن الحب مثل الزهور، التي تنمو وتتفتح وتنشر أريجها بعض الوقت، ثم تموت وتبقَى بعض الرائحة العطرة عالقة بأوراقها التي ذبلت. وهو يرى أنه كما أن أنواع الزهور متعددة، فإن أشكال الحب تختلف من أرض إلى أُخرى. ومقياس الحب يتمدَّد حسب خصوبة كل أرض. أما المقياس الحقيقي للحب عند الكاتب الفرنسي أندريه مالرو، فهو الاستمرار. فلو استمرت مشاعرنا بالدرجة نفسها، مهما لاقينا، فهذا هو الحب. ويعتقد الأديب الروسي أنطون تشيكوف، أن التضحية هي أفضل مقياس للحب، فنحن حينما نحب نشعر بأن أشياء كثيرة صارت أتفه مما كنا نتصوّر. ومن خلال الحب نكتشف في داخلنا استعدادات جديدة، وقُدرات على ما تخيلناه مستحيلاً. وكلما ازداد الحب اتفقنا على أن التضحية مهما تكن قوية، فإنها أقل ما يجب أن نُعبِّـر به عن حبنا.

ويقول الروائي آرنست همنغواي: "الحب هو أعظم تجربة تمرُّ في حياة الناس، والقلب هو أكثر نواحي الطبيعة البشرية نبلاً، والعواطف هي أسمَى عناصر الطبيعة إنسانية". والإنسان الحكيم لا يتزوج من أجل الجَمَال وحده، فقد يكون للجَمَال جاذبية قوية في البداية، ثم يثبت بعد ذلك عدم أهميته النسبية. والزواج بشخص وسيم بلا شخصية لا تزينه العاطفة ولا طبيعة طيبة، خطأ جدير بالرثاء، فكما يحيل التعود المنظر الطبيعي الجميل إلى شيء مُمل، كذلك يتحول الوجه الجميل إلى شيء مُمل، إلاّ إذا كانت هناك طبيعة تُشرق من خلاله. فجَمَال اليوم يصبح شيئاً عادياً. أما الطبيعة التي تكمن في الملامح العادية فهي جميلة للأبد، وهذا النوع من الجَمَال يتطور مع مرور الوقت. والزمن لا يدمره، بل يُنضجه. ولا يجب على الرجل أبداً أن يُخضع المرأة للتحليل العميق، فالنساء أجهزة حساسة، ينفث الرجال عواطفهم من خلالها. وبغض النظر عن أقول الأدباء والشعراء، فإن مقياس الحب، أو درجة الحب لا تحتاج إلى نظريات أو بحوث، وغالباً ما يتساءل المحبُّون: هل نحنُ محبوبون من الطرف الآخر؟ هل وهل؟ والحب الحقيقي لا يحتاج إلى طرح الأسئلة، فهو واضح وظاهر وملموس، مَن يحب لا يُرهق محبوبه بالطلبات والأوامر، مَن يُحب يحاول إسعاد مَن يُحب حسب قُدراته، مَن يحب يبذل المستحيل، ليرسم البسمة على وجه مَن يحب. الحب يُحيل أيامنا إلى فرح وبهجة، وحين يكون العكس لا يكون حباً أبداً أبداً.