كثيرا ما تخطر على بالنا الحلويات والجيلاتي (الآيس كريم)، خاصة في موسم الصيف هذا، لكن النعناع الفلفلي (اللاذع) Peppermint هو ايضا علاج عشبي قديم كان يستخدم في علاج مجموعة واسعة من علل وآلام البطن ابتداء من انتفاخ البطن بالغازات وانتهاء بسرطان المعدة وامراض المرارة.
والطب التقليدي لا يعني بالضرورة انه فعال، وبات لأطباء اليوم اجوبة افضل للعديد من المشاكل التي من المفترض للنعناع الفلفلي ان يعالجها او يشفيها. وظهر ان النعناع الفلفلي كان الافضل قليلا من العديد من العقاقير النباتية في التجارب السريرية. واظهر العديد من الدراسات ان زيته فعال جدا في تخفيف حدة متلازمة التهيج المعوي IBS irritable bowel syndrome التي هي مجموعة من الاعراض التي تشمل الآلام ومغص البطن والشعور بالانتفاخ، والامساك والاسهال. وافاد الباحثون الايطاليون في دراسة لهم اجريت في العام الحالي ان نحو 75 في المائة من المرضى الذين تناولوا كبسولات زيت النعناع الفلفلي لمدة اربعة اسابيع لاحظوا انخفاضا كبيرا في اعراض IBS مقارنة بنسبة 38 في المائة للذين تناولوا كبسولات وهمية. وثمة اكتشافات اخرى ذات نوعية مشكوك فيها، وهي ان التطبيقات الاضافية لزيت النعناع الفلفلي تساعد على تخفيف الصداع الناجم عن التوتر، وان مزيجا من النعناع الفلفلي وزيوت الكراويا caraway oils يساعد ايضا على علاج سوء الهضم العسير.
ويحتوي الزيت المستخلص من نباتات النعناع الفلفلي على الكثير من المركبات مثل الميثانول الموجود فيه بكثرة والذي يشكل عاملا صيدليا مهما.
ويوجد الميثانول كأحد المركبات في العديد من المنتجات التقليدية التي تباع من دون وصفة طبية، بما في ذلك اقراص المص الخاصة بالسعال والدهونات التي تعالج آلام العضلات مثل دهونات "بينغاي" Bengay . وينتج الميثانول شعورا مألوفا بالبرودة عن طريق تنبيه الاعصاب التي تستشعر بالبرد (الفم يحتوي على بعض هذه الاعصاب، ولهذا السبب فان المنتجات التي تحتوي على الميثانول لها طعم البرودة). كما انها تمنع عمل الاعصاب التي تتفاعل مع استشعار للألم. ومثل هذا التأثير لا يدوم طويلا، لكن التحول القصير احيانا عن السعال، او ألم العضلات يفعل الاعاجيب.
وأحد تفاسير كيفية قيام النعناع الفلفلي في مساعدة الذين يعانون من IBS هو ان هذا الزيت، وربما الميثانول بشكل خاص، يقوم باغلاق قنوات الكالسيوم، وهذا الأمر له تأثير مخفف على العضلات الملساء لجدران الامعاء.
ومن شأن زيت النعنع الفلفلي ان يخفف ايضا من الاجهاد على العضلة العاصرة التي مهمتها الحيلولة دون عودة محتويات المعدة الى المريء. وهذا هو السبب الذي يحدو بنصح الاشخاص الذين يشعرون بالحرقة (حرقة فم المعدة) بتفادي النعناع الفلفلي. كما انه السبب وراء جعل زيت النعناع الفلفلي يباع غالبا هذه الايام في كبسولات مطلية بمواد عازلة مصممة لتجاوز المعدة لتذوب في الامعاء الدقيقة.
وبعض الاشخاص يعانون احيانا من ردود فعل سيئة من الميثانول والنعناع الفلفلي، فقد افاد الاطباء السويديون في العام الحالي حالة شخص يبلغ الـ 44 من العمر الذي يشكو من جريان الانف في كل مرة يقوم فيها بفرش اسنانه. واظهرت اختبارات الحساسية انه حساس تجاه الميثانول الموجود في فرشاته. وقبل سنوات افاد الاطباء الاسرائيليون حالة امرأة احترق فمها وحنجرتها كيميائيا لانها تناولت كميات كبيرة من زيت النعناع الفلفلي لمعالجة حالة البرد والزكام التي اصابتها.