عندما سمع الطالب الامريكي بالمرحلة الثانوية نيك اندرسون عن أزمة دارفور لاول مرة عرف ان عليه ان يعمل شيئا من اجل المساعدة.
وتقول منظمات معونة انه نجح بالعمل مع اصدقائه في جمع اكثر من 300 الف دولار عبر الانترنت لمساعدة الاقليم السوداني الذي مزقته الحرب حيث لاقى نحو 200 الف شخص حتفهم واضطر اكثر من مليونين الى الخروج من ديارهم. وبعد تدفق هذا الدعم اراد اندرسون ان يرى دارفور بنفسه.
وفي جولة مع جماعة المساعدات اوكسفام امريكا الشهر الحالي شعر اندرسون بالدهشة عندما سمع مراهقين سودانيين يطلبون المواد والتدريب اللازم لتحويل معسكرات اللاجئين التي يقيمون فيها الى بلدات دائمة.
وقال اندرسون (18 عاما) السفير الامريكي الشاب لاوكسفام المكلف بالاتصال بطلبة الثانوي والجامعات "انهم يريدون المضي قدما في حياتهم وانشاء ابنية من الطوب وليس من الواح البلاستيك."
وبدأت الازمة في وقت مبكر من عام 2003 عندما حمل متمردون غير عرب السلاح متهمين الحكومة بعدم الاهتمام بمحنتهم في الاقليم النائي القاحل. وعبأت الحكومة السودانية ميليشيات عربية معروفة باسم الجنجويد لقمع التمرد وتقدر الخرطوم عدد القتلى بما يقارب تسعة آلاف فقط.
وفوجيء اندرسون برغبة المراهقين في دارفور بوضع مأساتهم خلف ظهورهم والمضي قدما في حياتهم.
وقال اندرسون وهو من مدينة كونواي بولاية ماساشوستس في مقابلة "كل شخص قابلته كان بالفعل مفتونا باعادة البناء. انهم يريدون الادوات فقط واننا كأمريكيين نستطيع ان نساعد في تقديم هذه الاشياء."
وبالاضافة الى جمع اموال المعونة للاجئين طلب ناشطون امريكيون من مستثمرين ان يتخلوا عن اسهمهم في الشركات التي تقوم باعمال في السودان. وللصين بالذات استثمارات كبيرة في نفط السودان.
وقال اندرسون انه دهش بالرغم من الاضطرابات في الاقليم من الاهتمامات المشتركة للمراهقين في العالم.
وقال "عندما تحدثت مع هؤلاء الاولاد تعرفت على نفسي وتعرفت على اصدقائي. انهم يتكلمون جميعا عن الموسيقى الشائعة ونجوم الرياضة."
ووفقا للمتحدثة باسم اوكسفام فإن المبلغ الذي جمعه اندرسون تسلمت اوكسفام 75 الف دولار منه وذهب الباقي الى ائتلاف أنقذوا دارفور ولجنة الانقاذ الدولية.