شخبطة بنت بتحب الكرة : من حق النساء العربيات تشجيع كرة القدم

الكاتبة : إيمان شافع
التطور الرهيب في كل ما يتعلق بعالم كرة القدم وتنوع الوسائل الإعلامية المهتمة بها ، فبالإضافة لسحر اللعبة الخاص على أرضية بساطها الأخضر فهي أيضاً مليئة بالإثارة والدراما ، وكان عائد ذلك أن أصبح في الأسرة الواحدة المشجع والمعارض لفريق علي حساب أخر ‏وليس في حدود الأندية المحلية بل قفزت الاهتمامات للعالمية فذات الشخص له نادي في بلده ، وأخر في الدوري الإنجليزي ، وثالث أسباني ، ورابع .... ، وهكذا ,‏ وتزامن ذلك مع دخول عدد كبير من الإناث بين المشجعين مع أن الأمر أمتد لوجود ممارسات للعبة وإن كانت وجهة نظري أنها في الميدان عنيفة لا تناسب
تكوين المرأة الجسماني.

لكن نظرات بين التعجب ، الحيرة ،الاستنكار ، الرفض ، الشفقة ... الخ من أوصاف لمعاني كلها سلبي مما يصل من
عيون من يصادف ويحيطون بي في مكان عملي أو اجتماع أسري وغيره فيدور الكلامعن كرة القدم ويجرفني الحماس وأشارك في جدل حول حدث كروي ما أحيانا ، وفيأخرى اطرح قضية أو قد ارتكب جرم بأن أصحح معلومة أو أتذكر حادثة قديمة أوجديدة في عالم الساحرة المستديرة ، وحاولت مع ذاتي أن أفهم لماذا أواجهبكل هذه المشاعر المزعجة لمجرد أني فتاة تحب كرة القدم وامتلكت الجرأة فجاهرت بذلك وأيضاً تفهم وتناقش.

قد أصل لتفهم هذه المغالطة من رجل الشارع العادي وعدم القبول والمعاملة كشخص غريب في أطواره فتتأرجح النظرة لاهتمام الإناث بالكرة بين التعجب المستنكر وأحياناً الشفقة المتعجبة وكأن الفتاة لا تمتلك عقل يكفي لتفهم أسرار الكرة ، أو قد يرجعون ذاك لعيب ما فيها وتكوينها ، والبعض يقوم بتسطيح الأمر بأنه إعجاب بشكل نجم ما أو...الخ من تافهات ، لكن من غير المقبول أو يمكن حتى أن يتوافق مع المنطق أن الرفض والاستهجان وصولا للسخرية صادر من الإعلام الرياضي متمثل في برامج التوك شو الكروية في الفضائيات المختلفة وبين سطور مقالات لكبار النقاد مع مشاركة بارزة للمواقع الإلكترونية الرياضية.

والمستغرب أنه في بعض برامج هؤلاء الرافضين وقد يكون من بين ضيوفهم نقاد كبار لهم نفس الاتجاه لهم مراسلة أو أكثر تقدم تقارير وطبعا حول موضوع كروي ، كما تحمل تترات برامجهم ضمن طاقم العمل في أعمال مختلفة أسماء لا تصلح أن تحملها سوى إناث.

لنقرأ معاً هذه السطور "جميع السيدات والآنسات اللواتي تعودن على الذهاب إلى استاد القاهرة خلال مباريات المنتخب المصري من أجل الوقوف أمام الكاميرات وتلوين الأوجه بالأعلام وأخذ الصور التذكارية .. نرجوكم هذه ليست مباراتكم على الإطلاق فإن كنتم تريدون المساعدة لا تخرجوا من بيوتكم إلى الاستاد" والباقي لن أزعجكم به لأنه ينبئ عن شخص أفقه أضيق من ثقب إبره.

وله ولكل من دخل السبق بتوجيه الاستغاثات لنبقى خارج أسوار استاد أو ملعب في مبارة أشجع فيها فريق انتمى
للون فانلته أو منتخب في أي رياضة ، بل وزاد البعض وخلعوا علينا لقب "مشجعي الأيس كريم" !!! ، طبعاً ولا يفوتني تذكر إعلان ضمن الحملة الإعلانية لأحد المنتجات الراعية لمونديال كأس العالم 2010 وهو يصور
فتاتين في مشاهد هي قمة البلاهة فلم يلفت نظرهما في مبارة سوى وسامة لاعب وهل يضع علي شعره جيل أم لا !!!؟ ثم يختم الإعلان بعبارة "إلي ما لهمش فيها يشجعوا وإحنا معاهم" !!!

أولاً نحن بلد رجاله ونساءه كلهم ولدوا أحرار فلا تملكون الحق لتعطونا أوامر تقيد ممارستنا لحق من حقوقنا بناء علي سند ركيك يعتمد علي خلقة الله واختياره لنوع الواحد منا ، وثانيا
وثالثا....وعاشراً....الخ هل هذه كل ما تراه عقولكم الصغيرة في المرأة فهي عندكم تتلخص في صورة جميلة موجودة أصلاً لتستمتعوا بها ، ضعيفة الجسد ،
ومداركها ضيقة ولابد أن ذكائكم الغير موجود مطلقاً يخبركم بأن فهم كرة القدم أكبر من عقلها التافه من وجهة نظركم المختلة والمريضة !!!؟.

لهؤلاء أرجوكم شدوا رحالكم لقري بحري والصعيد وشاهدوا الفلاحة المصرية تحت لهيب شمسنا الحارقة تضرب وبقوة الأرض بفأسها بدون ما يحميها من حرقتها ، واسمعوا صوت زغرودة بنت مصرية قد تمتد لأكثر من دقيقتين دونما أن ينقطع نفسها بتكرار ودأب تحيط بها الصبايا يتبارين في صوت غناهم ليعلوا علي أصوات طلقات رصاص من بنادق الرجال احتفلاً بزفة عروستهم وعريسهم. وكلفوا خاطركم بزيارة المصانع والمواقع وراقبوا المهندسات والفنيات والعاملات يشغلن المكن.

وأتمنى في الطريق أن تمروا بكليات الهندسة ، الطب ، الصيدلة ، الإعلام ، ...الخ في كل جامعات مصر وتسألوا كم أستاذه عالمة وكم طالبة تحتل المراكز الأولي في كل التخصصات وتتفوق علي نظراءها من الشباب ، ولو تتعبوا أنفسكم بمجرد نظرة علي أي نادي قريب لينجلي قليل من جهلكم الكبير فتتعرفوا ببطلات العالم الذين رفعوا علم أم الدنيا في كل الرياضات أثقال ، سباحة ، خماسي حديث ، إسكواش ، ...الخ ولم يكتفوا بالتمثيل المشرف
بل وقفوا علي منصات التتويج ،فكون الشخص نوعه أنثى فذلك لا يمنعه من عن عقلها استيعاب فنون كرة القدم في الملعب‏ مما يتيح لها دخول ميدان الكرة واحترافها‏ في المجالات المرتبطة باللعبة بدء من روابط التشجيع مروراً
بالتسويق الرياضي ، الطب الرياضي ، التعليق والتحليل ، الإعلام الرياضي ...الخ من مجالات بعيده عن الممارسة المباشرة للعبة.

أيها السيدات والسادة نعم أنا بنت أحمل لقب مهندسة مدني ولا تتوقف علاقتي بكرة القدم علي حبها بكل سحرها وجنونها وكثيرون مثلى فحسب بل أفهم أسرارها وخباياها الفنية وأستطيع التباري في تحليها فنياً معكم ، بل وأدخل معكم رهاناً أثق بأن الغلبة فيه لي بأني سأتفوق علي الكثير منكم في ذلك.

لن أتوسل لكم في حقي وحق أي فرد فتاة كان أو شيخ أو طفل بأن تكفوا أقلامكم وتسكتوا ألسنتكم عن دعواكم فكل منا له أن يشجع بكل وسيلة يحبها ، دعوا الجماهير بكل فئاتها تشجع فيعطون كل ما لديهم من قلوبهم ، فتعلوا الأصوات من الحناجر ومن أرواحهم ، دعونا نشجع كل منا من يحب حاملاً لعلمه فيعطي بكل الحب ، فالفوز بمبارة كرة القد أصبح للجميع علي حد سواء تحدى كبير يؤكد علي وجود الأمل ، وأنه لا وجود للمستحيل مع الإدارة وبذل الجهد.

في وجهوكم أصرخ بكل الهدوء لسنا عبارة عن وجوه رقيقة عذبة تبحث عن الظهور أمام الكاميرات لتبهج الزوار ولسنا نمتلك أياد ناعمة خائفة من ملامسة المدرجات المتسخة ، كما لسنا نبحث عن شغل فراغ وقتنا بقضاء أوقات لطيفة ، أو لنسجل فقط الذكريات الجميلة علي الكاميرات الباحثة عن الجمال ، فعذراً ومليون ألف عذر لو لم يعجبكم وجودونا فابقوا أنتم خارج حدود الاستاد والملاعب الرياضية ولكم منا جزيل الشكر.:

منقووووووول