أسباب تعريب العملة

موضوع: أسباب تعريب العملة 7/8/2008, 19:57

أسباب تعريب العملة
(الدرهم و الدينار الإسلاميين
هذا العمل المتواضع هو مواصلة لموضوع سابق كنت قد وضعته في المنتدى
و لمن لم يتمكن من الإطلاع عليه إليكم الرابط
أسباب تعريب العملة
إن ما نلاحظه هو تعدّد أسباب التعريب:
• أوّلها أنّ الدولة الأمويّة و بالتحديد عبد الملك بن مروان تفطّن إلى أنّ العملة هي جزء لا يتجزّأ من سيادة الدّولة فالعملة مرتبطة بالحكم و لا يمكن أن يكون الحاكم مستقلّا إن لم يتمكّن من صكّ عملته فهي إذن رمز من رموز السّلطة و الدولة الأمويّة مع عبد الملك ركّزت مفهوم السّلطة.
• العامل الثاني وراء ضرب العملة هو الوضعيّة النقديّة الإسلاميّة فالإمبراطوريّة ورثت أنظمة مختلفة و متباينة و هذا ما أدّى إلى خلل و تغاير من منطقة إلى أخرى، و فهم مختلف إلى المسائل المتعلّقة بالأمور الشّرعيّة و خاصّة منها بالضّرائب فالضّرائب مرتبطة بالنّصاب و النّصاب يحدّد بالعملة. فمثلا يدفع الزّكاة من له 200 درهم على الأقل. و إذا ما كانت الدّراهم تختلف من مكان إلى آخر فعلى أيّ نصاب ستطبّق الزكاة و أي معادلة يمكن أن تقام بين الدّرهم و الدّينار. فكان لا بدّ من إصلاح المكاييل و الموازين.
• العامل الثالث هو توقّف ضرب الدّراهم بزوال الدولة الساسانيّة. إذن منذ 16هـ لم يقع ضرب الدّراهم معنى ذلك أنّه تقلّصت نسبة الدّراهم المتداولة في حين أنّ الحاجيات تزايدت مع اتساع الإمبراطوريّة. فكثرت الدّراهم المزيّفة.
• العامل الرّابع: يتمثّل في رغبة عبد الملك في التخلّص من الهيمنة البيزنطيّة ذلك أنّ أغلب المعاملات التي كانت تتمّ آنذاك بين الدّول كانت تتمّ بالدّينار و الدّينار تضربها الدولة البيزنطيّة ثمّ إنّ الدولة الإسلاميّة منذ عصر عبد الملك و حتى قبله مع معاوية تدفع ضريبة إلى الدولة البيزنطيّة مقابل كفّها عن مهاجمة الثغور الإسلاميّة و بإصلاح العملة و خاصّة بتخفيض وزنها سوف يتمكّن عبد الملك من تقليص عبء الفدية.
العملة التي قدّمها المسلمون للبيزنطيّين غير قابلة للتداول داخلها هذا ما أدّى بالملك جوستينيان Justinien إلى نقض المعاهدة التي أبرمها مع عبد الملك و هكذا تخلّص الخليفة الأموي من الضريبة التي كانت تدفع سنويا إلى البيزنطيّين.
ما الذي يفسّر لجوء المسلمين إلى ضريبة عملة وزنها في الدّينار 4.25غ و قد كان قبل ذلك 4.55غ؟ و ضرب دراهم تزن 2.97غ و قد كانت تصل قبل ذلك إلى حوالي 4غ.
هذا الإصلاح يحدّثنا عنه ابن سلاّم حيث ذكر أنّ الدّنانير الإسلاميّة كانت ترد نمطين أساسيّين:
• النمط الأوّل: هو الدّراهم السّود الوافية
• أما الشكل الثاني من الدّراهم فهو ما يسمّى الطّبريّة العتق.
و كانت الدّراهم السّود الوافية تزن ضعف الدّراهم الطّبريّة و هذا ما طرح إشكالا في كيفيّة جمع الزكاة. هل تؤخذ على نصاب الدّراهم الطّبريّة أم الدّراهم السّود.
ففي صورة أخذها على الدّراهم السّود هناك مضرّة ببيت مال المسلمين و في صورة أخذها بالدّراهم الطّبريّة هناك مضرّة بدافع الضريبة. لذلك يجب المساواة و أن لا يكون النّّظام الجديد فيه مضرّة ببيت مال المسلمين لذلك وقع أخذ المعدّل بين الدرهمين و أصبح الدرهم الإسلامي الجديد هو 6 دوانق أي ما يقارب 3غ لكن لا ينتهي الإصلاح بهذا الحد إذ يجب التسوية و إقامة المعادلة مع الدّينار. بحيث وقع التحصّل على المعادلة الآتية: أصبحت 10 دراهم تساوي 7 دنانير أو 7 مثقال. و هكذا أصبح النّظام النقدي الإسلامي موحّد مع إبقائه على الإزدواجيّة أي العملة الفضيّة و العملة الذهبيّة. و هكذا دخلت الدولة الإسلاميّة و بشكل نهائي التجارة الدوليّة بعملتها الخاصّة خاصّة و أنّها كانت عملة رفيعة العيار = 0.98 % و ظلّ هذا العيار قائما حتى عصر صلاح الدين الأيّوبي و ضل الدينار إسلاميّا إلى اليوم.

موضوع: رد: أسباب تعريب العملة 7/8/2008, 20:09

موضوع: رد: أسباب تعريب العملة 10/8/2008, 17:16

» من أسباب الشفاء
» أسباب قلقك
» العنوسة ، أسباب و حلول
» أسباب فشل علاقة الصداقة
» أسباب برودة البلاط في الحرمين الشريفين