ارشاد السالكين الى اخطاء المصلين (الجزء الثالث)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عدت مرة أخرى لاستكمال ما بدأت
(إرشاد السالكين إلى أخطاء المصلين)

9- < تسامر الناس بحديث الدنيا >
إن الاسلام لم يمنع الكلام المباح فى المسجد ما لم يكن فيه تشويش على المتعبدين فى المسجد ولكن على أن لا يكون فيه إعراض عن الصلاة أو التشاغل عنها.
فعن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال:نعم، كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذى يصلى فيه الصبح أو الغداة، حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس، قما وكانو يتحدثون، قيأخذون فى أمر الجاهلية، فيضحكون ويبتسم...
وهذا محمول على الكلام الذى لا يشوش على الاخرين، ولا يمنع الانسان من فعل المأمور به. وقد يكون النبى (صلى الله عليه وسلم) قد تركهم من باب التدرج فى الدعوة...والله أعلم.
""""فائدة هامة""""

بعض الناس يمنع الكلام فى المسجد عامة ما لم يكن ذكرا بحديث يرفعونه إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) نصه:
[ الكلام فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب] وهو حديث لا أصل له.
قال العراقى: لم أقف له على أصل
وقال تقى الدين السبكى : لم أجد له إسنادا

.
------------------------------
10- < رفع الصوت فى المسجد >
ومن المخالفات المكروهة تسامر الناس فى المساجد بحديث الدنيا وربما علت أصواتهم وارتفع ضحكهم وكثر تصفيقهم الحاد وتصفيرهم المزعج، وفى هذا هتك لحرمة بيوت الله تعالى التى أعدها لعبادته وفيه أيضا إيذاء للمصلين ومنع للمتعبدين.وقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن رفع الصوت فى المسجد.
فعن أبى سعيد الخدرى [ إعتكف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض فى القراءة ]
وهذا النهى وقع عند رفع أصواتهم بالذكر والقرأن، فكيف إذا كان بكلام فيه ما فيه من الحرمة والتشويش.
------------------------------
11- < نشد الضالة فى المسجد >
بعض الناس إذا ضاع منه شئ فإنه يذهب الى المسجد ويطلب من القائمين عليه أن يعلنو فى الميكروفون عن ضالته..وهذا خطأ؛ لأن النبى (صلى الله عليه وسلم) نهى عن ذلك.
قال (صلى اتلله عليه وسلم):[ من سمع رجلا ينشد ضالق فى المسجد فليقل: لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبنى لهذا ].
وفى روايه [ إنما بنيت المساجد لما بنيت له ]
قال الإمام النووى - رحمه الله - : فى هذا الحديث فوائد منها:
النهى عن نشد الضالة فى المسجد ويلحق به ما فى معناه من البيع والشراء والإجارة ونحوها من العقود وكراهة رفع الصوت فى المسجد.
وقوله (صلى الله عليه وسلم): [ إنما بنيت المساجد لما بنيت له ]معناه لذكر الله تعالى والصلاة والعلم والمذاكرة فى الخير ونحوها.
------------------------------
12- < البيع والشراء فى المسجد >
بعض الناس يبيعون ويشترون فى المسجد .. ولقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك فقال : [ إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع فى المسجد فقولوا له: لا أربح الله تجارتك ].
------------------13- < زراعة الأشجار فى المساجد >
قال الإمام الزركشى: ( يكره غرس الشجر والنخل وحفر الأبار فى المسجد لما فيه من التضييق على المصليين، ولأنه ليس من فعل السلف.
---------------------------
14- < وضع الإعلانات التجارية داخل المساجد >
كالإعلان عن رحلات تجارية للعمرة والحج، ووضع النتائج التى تعلن عن بعض السلع، وبخاصة إذا كانت محرمة كالدخان والخمور وشركات التأمين والبنوك وغيرها، فهذا كله من المخالفات ولا يليق بمكانة المسجد.
---------------------------
15- < إنشاد الشعر المحرم >
فعن ابن عمرو أن النبى (صلى الله عليه وسلم):[ نهى عن الشراء والبيع فى المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر.....].
وأما الشعر الحلال الذى يحث على الجهاد وغيره من مكارم الدين، فلا بأس به، بشرط ألا يطغى على اللإنسان بحيث يشغله عن القرأن وبشرط ألا يؤثر على من يصلى فى المسجد.
فعن أبى هريرة رضى الله عنه:( أن عمر رضى الله عنه مر بحسان ينشد فى المسجد فلحظ اليه، فقال:قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبى هريرة فقال:أنشدك بالله أسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: أجب عنى اللهم أيده بروح القدس)
---------------------------
16- < وضع الدكة فى المجسد للمبلغ >
ومن البدع المذمومة الدكة التى يصعد عليها المؤذنون والمبلغون وقارئ سورة الكهف يوم الجمعة، وكذا الكرسى الذى يعد لذلك فى معظم المساجد.
---------------------------
17- < تزيين المساجد بالأنوار والزهور عند المناسبات >
وهذا الفعل لم يكن من هدى السلف - رحمة الله عليهم. فتعظيم بيوت الله يكون بكثرة العبادة والذكر فيها ، لا بكثرة الزخارف والأنوار..بل إن هذا الفعل يجعل المسلم متشبها بالكفار فيما يصنعون ببيعهم وكنائسهم، وقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن التشبه بهم.
---------------------------
18- < كثرة المساجد فى الحى الواحد >
قال السيوطى فى كتاب (الأمر بالاتباع والنهى عن الابتداع): ومن تلك المحدثات كثرة المساجد فى المحلة الواحدة، وذلك لما فيه من تفريق الجمع وتشتيت شمل المصلين وحل عروة الانضمام فى العبادة وذهاب رونق وفرة المتعبدين وتعديد الكلمة واختلاف المشارب ومضادة حكمة مشروعية الجماعات أعنى اتحاد الأصوات على أداء العبادات وعودهم على بعض بالمنافع والمضارة بالمسجد أو شبه المضارة أو محبة الشهرة والسمعة وصرف الأموال فيما لا ضرورة فيه. ا.ه.
---------------------------
19- < استخدام أدوات المسجد فى أماكن أخرى >
ومما يتعلق بالمساجد أيضا: ما يحدث من بعض الناس وهو أنهم يأخذون بعض ما فى المسجد من المراوح المتنقلة، وكذا المكانس، وأحيانا مكبرات الصوت لاستخدامها فى أماكن أخرى كالمناسبات العامة.
قال الإمام ابن النحاس -رحمه الله تعالى - : ( ومنها عاريه حصر المسجد وقناديله فى الولائم والأفراح، وذلك لا يجزز ) ؛لأنه وقف على المسجد.
---------------------------
20- < اتخاذ ساعات ذات أجراس عالية أو ناقوسية >
قال الألبانى: ( ومن المخالفات: اتخاذ ساعات ذات أجراس ناقوسية لها دقات منتظمة كدقات نواقيس النصارى ).
---------------------------
21- < اتخاذ المسجد طريقا للمرور منه >
ومن امخالفات أيضا: أن يتخد أحدنا المسجد طريقا للمرور من مكان إلى مكان...وقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك فقال: [ لا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكر أو صلاة ]
---------------------------
22- < اختلاط النساء بالرجال فى المسجد (فى الأفراح) >
وهذا مما عمت به البلوى.. فبعض الناس إذا أرادو توفير المال الذى يدفعونه فى الفنادق والنوادى قالو: نقيم الفرح فى المسجد-وليست نيتهم إقامة السنة، ولو كانت نيتهم كذلك لأقاموا الواجب قبل السنة فألزمو بناتهم وأزواجهم بالحجاب الشرعى-فينشأ عن ذلك اختلاط الشباب بالفتيات داخل بيت الله وحدوث الفتنة، بل ويمتد الأمر الى التصوير بالكاميرات والفيديو والغناء المحرم...فإنا لله و إنا إليه راجعون.

-23- < الجهر بقراءة القرأن فى المسجد >
مما يؤثر على المصلين الذين يصلون فى المسجد...وهذا خطأ عظيم. فالكل يناجى ربه ولا ينبغى أبدا أن يطغى صوت أحد على أحد.
---------------------
24- < غلق المساجد بعد الصلاة لغير الضرورة >
إن الله تعالى يقول: (( ومن أظلم من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها )) ""البقرة 114"" والتخريب كما يكون بالهدم يكون بمنع المصلين والمتعبدين من دخولها.
إذا عرفت هذا تعلم أن من البدع التى لا شك في حرمتها غلق كثير من المساجد فى كل الأوقات ماعدا أول وقت. فربما أدى ذلك إلى تضييع الصلاة فقد لا يستيسر له المبادرة إليها أول الوقت. ولا يخفى أن هذا صد عن سبيل الله تعالى وسعى فى خرابها ومنع من زيارة الله تعالى فى بيوته.
( نعم ) يباح غلقها فى غير أول الوقت لخوف أمتهانها بنحو دخول الأطفال والبهائم فيها وفعل الفسق أو خشية ضياع ألاتها بشرط أن لا تدعو إلى فتحها كتعليم العلم أو وجود معتكف فيها يتضرر بغلقها وإلا حرم غلقها وإن خيف الامتهان أو الضياع (نعم) إذا تيقن أحد الأمرين جاز الغلق فإن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح.
---------------------
25- < منع دروس العلم وطلبة العلم من المسجد >
وقد نشأ عن البدعة السابقة تلك البدعة ألا وهى طرد المصلين أو طلاب العلم عقب صلاة العشاء، ومنعهم من طلب العلم،وإطفاء المراوح والأنوار عليهم من أجل الإسراع فى الصلاة لإغلاق المسجد، وقد كانت السنة فتح المساجد مطلقا فى كل الأوقات؛لأن ذلك هو المأثور عن مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فى زمنه وزمن الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين0
---------------------
26- < اتخاذ المحاريب وزخرفتها >
وهذا من المخالفات الشرعية؛لأنه لم يثبت عن النبى (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ومن تبعهم أنه اتخذ محرابا فى المسجد.. بل إن النبى (صلى الله عليه وسلم)نهى عن ذلك فقال: [ اتقوا هذه المذابح-يعنى المحاريب-].
وتشتد الكراهة إذا زخرفت تلك المحاريب لأن هذا مدعة لانشغال المصلين بزخرفتها ولخروج الخشوع من قلوبهم، فلا حاجة إذن لتلك المحاريب، بل إننا بدلا من بنائها وزخرفتها يجد علينا أن ندفع هذا المال إلى يتامى المسلمين لنسد جوعهم.-----------

شكرا يا بندقه

جزاك الله كل خير

» ارشاد السالكين الى اخطاء المصلين (الجزء الثانى)
» ارشاد السالكين الى اخطاء المصلين ( الجزء الرابع)
» ارشاد السالكين الى اخطاء المصلين ( الجزء الخامس)
» ارشاد السالكين الى اخطاء المصلين (الجزء السادس)
» ارشاد السالكين الى اخطاء المصلين (الجزء السابع )