وهذه المخالفة يترتب عليها بطلان الصلاة دون أن يشعر الرجل الذى يقع فى تلك المخالفة.
وقد حذرنا النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال : [ تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ].
وعن ابن عباس (رضى الله عنهما): أن النبى (صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: إنهما يعذبان، وما يعذبان فى كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول.....)الحديث.
وفى رواية: [ أما أحدهما فكان لا يستنزه من بوله ]. اعتقاد عدم جواز الاستجمار مع وجود الماء
وهذا اعتقاد خاطئ لا دليل عليه.
قال الإمام ابن تيمية: ( ولا يكره الاقتصار على الحجر على الصحيح ).
وعن عائشة ( رضى الله عنها ) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: [ إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليستطب بثلاثة أحجار فإنها تجزى عنه ].
قال الإمام الشوكانى : قال فى البحر: والاستجمار مشروع إجماعا . قوله (فإنها تجزى عنه) أى تكفيه، وهو دليل لمن قال بكفاية الأحجار وعدم وجوب الاستنجاء بالماء، وإليه ذهبت الشافعية والحنفية وبه قال ابن الزبير وسعد بن أبى وقاص وابن المسيب وعطاء.
وقال الشقيرى: ومن قال أن الاستجمار لا يجوز إلا عند فقد الماء يستتاب فإن تاب وإلا عذر، ولم يثبت عنه (صلى الله عليه وسلم) التفضيل.
**********************************
[b]ومن المخالفات أن بعض الناس يستخدمون العظم أو الروث فى الاستجمار وبعضهم يستعمل الورق المكتوب _ واستعمال الورق المكتوب حرام بلا شك لأن الورق قد نجد فيه قرآنا أو حديثا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)_.
وفى حديث سلمان الذى رواه مسلم أنه (صلى الله عليه وسلم) نهى (.... أن يستنجى برجيع أو بعظم).
قيل : والعلة فى النهى عن العظم اللزوجة المصاحبة له التى لا يكاد يتماسك معها.
وقيل: عدم خلوه فى الغالب عن الدسومة.
وقيل: لكونه طعام الجن، وهذا هو المتعين لورود النص به فيلحق به سائر المطعومات.
وأما الروث فعلة النهى عنه النجاسة . والنجاسة لا تزال بمثلها.
**********************************
ترك النظافة بعد التخلى
[size=12]إن المسلم نظيف لأن الإسلام يدعو إلى النظافة. ولكننا نجد أن بعض الناس إذا قضى أحدهم حاجته فإنه لا ينظف يده التى أزال بها النجاسة مما يؤدى إلى تأذى المصلين منه.
فعن أبى هريرة ( رضى الله عنه ) قال: (( كان النبى (صلى الله عليه وسلم) إذا أتى الخلاء أتيته بماء فى ثور _ إناء من نحاس _ أو ركوة _ إناء من جلد_ فاستنجى ثم مسح يده على الأرض ).
**********************************
التبول فى المستحم
وهذا من المخالفات التى وقع فيها كثير من الناس مع أن النبى (صلى الله عليه وسلم)نهى أن يبول الرجل فى مستحمه.
والحديث يدل على المنع من البول فى محل الاغتسال لأنه يبقى أثره فإذا انتضح من المغتسل شئ من الماء بعد وقوعه على محل البول نجسه فلا يزال عند مباشرة الاغتسال متخيلا لذلك فيفضى به إلى الوسوسة التى علل (صلى الله عليه وسلم) النهى بها .
وقد قيل: إنه إذا كان للبول مسلك ينفذ فيه فلا كراهة، وربط النهى بعلة إفضاء المنهى عنه إلى الوسوسة يصلح قرينه لصرف النهى عن التحريم إلى الكراهة
وعن جابر عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه نهى أن يبال فى فى الماء الراكد.
__________________
فصل جديد ومهم جدا من كتاب
((( إرشاد السالكين إلى أخطاء المصلين )))
الأخطاء عند الوضوء
كثرة المزاح والكلام عن أمور الدنيا
وهذا يكثر بين المصلين فيأتى أحدهم ويدخل إلى الصلاة وقد ذهب الخشوع من قلبه.
ولذلك كان سلفنا الصالح إذا قاموا للوضوء استحضروا عظمة الله.
فها هو الحسن - رضى الله عنه - كان إذا قام يتوضأ اصفر وجهه فإذا سألوه عن سبب ذلك. قال: هل تدرون بين يدى من سأقف الأن؟!.
************************************
التلفظ بالنية
وهذا من البدع المحدثة وذلك لأن النية محلها القلب وهى من الفروض التى لا تصح أية عبادة إلا بها.
************************************
ترك الذكر قبل الوضوء وبعده
عن أبى هريرة (رضى الله عنه)قال: قال (صلى الله عليه وسلم) :[ لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لمن لم يذكر اسم الله عليه ].
والحديث يدل على وجوب التسمية فى الوضوء، وقد ذهب إلى الوجوب والفرضية العترة والظاهرية وإسحاق وأحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل.
وذهب الشافعية والحنفية ومالك وربيعة. وهو أحد قول الهادى إلى أنها سنة.
وأما عن فضل الذكر بعد الوضوء فقد قال (صلى الله عليه وسلم): [ ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهدأن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ].
زاد الترمذى فيه: [ اللهم اجعلنى من التوابين واجعلنى من المتطهرين ].
************************************
أذكار أثناء الوضوء ( بين السنة والبدعة )
الكثير من الناس نراهم يقولون أثناء الوضوء كلاما لم يرد عن النبى (صلى الله عليه وسلم)، أو عن أصحابه (رضى الله عنهم) فترى بعضهم يقول: ( اللهم اعطنى كتابى بيمينى ) وغيره.
ويتركون الذكر الوارد عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أثناء الوضوء .
ففى الحديث عن أبى موسى الأشعرى (رضى الله عنه) قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)وهو يتوضأ فسمعته يقول : [ اللهم اغفر لى ذنبى ووسع لى فى دارى وبارك لى فى رزقى ].
************************************
كراهية الكلام أثناء الوضوء
قال الشيخ السيد سابق : الكلام المباح أثناء الوضوء مباح، ولم يرد فى السنة ما يدل على منعه
************************************
الإسراف فى الماء عند الوضوء
قال الامام البخارى (رحمه الله) فى أول كتاب الوضوء من صحيحه: وكره أهل العلم الإسراف فيه، وأن يجاوزوا فعل النبى (صلى الله عليه وسلم).
ولقد كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يقتصد فى استعمال الماء فكان (صلى الله عليه وسلم) [ يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد ]، والصاع : أربعة أمداد.
أما إن كان هناك علة للإسراف كتعلق القذارات والأوساخ بالجسد فلا بأس بغسله أكثر من ثلاث مرات.
__________________